في ذكرى استشهاد كاروز الديار المصرية.. تعرف على القديس مارمرقس

من أقصى صحراء تونس الخضراء خرج الى العالم قديسًا حاملًا اسم المسيح، وكمصباح مضئ انار أقطار الارض بالديانه المسيحية وأسس ونشر أفكارها في ظل استبداد الحكم الروماني وعبادة الاوثان.
ويعود الفضل في إنشاء الكنيسة القبطية والكرازوة المرقسية في الإسكندرية، الى القديس الشهيد مارمرقس فهو أول من أسس الرتب الكهنوتية، ويطلق عليه اسم مرقس البشير، فهو كاتب للسفر الثاني من العهد الجديد إنجيل يحمل اسمها "إنجيل مرقس" ولذلك يلقب بالإنجيلي. يعتبر بحسب التقليد الكنسي الإسكندري البطريرك الأول.
وُلد القديس مرقس في مدينة "القيروان" التونسية فى بلدة ابرياتولس بغرب ليبيا، من أبوين يهوديين ويُدعى والده أرسطوبولس، والدته مريم امرأة تقية مؤمنة تتبع العقيدة المسيحية، كما أعتبرت هى إحدى أوائل المسيحيات التابعن ليسوع المسيح في القدس.
إقرا ايضًا:
القديس مارمرقس .. مؤسس الكنيسة الأرثوذكسية والكرازة المرقسية في مصر
ساهمت البيئة الإيمانية الخصبة في زراعة بذور الإيمان في قلب ووجدان القديس مارمرقس الذي قرر أن يجوب الارض لنشر الفكر المسيحي وتبشير العالم بإسم يسوع المسيح، وفي ظل الاضطهاد والحكم الاستدادب وعبادة الاوثان ظهر هذا القديس الشجاع حامل بين يديه سسيرة المسيح و الكتاب
المقدس، وعلى اكتافه ظل حماية الالهية ترشده الى اى مكان يذهب.
و روت الكتب المسيحية التراثية التي تناولت سيرة هذا القديس العظيم أنه امتلك من التنوع الثقافي واللغات كاليونانية واللاتينية والعبرية ما يؤهله الي معرفة كيفية التواصل مع الاخرين ذلك الى جانب تنقله الى عدة مدن ومن بينها العاصمة الفلسطينية (القدس) عندما اشتعلات الحروب والهجوم القبائلي بعض على بيوتهم وممتلاكاتهم فروا هاربيين من مدينة القيروان إلى هناك.
إقرا ايضًا:
المسيح قام .. الكنائس تحتفل بمعجزة النور المقدس من قبر السيد المسيح
وجاء اسم كاروز الكنيسة القبطية في سفر الأعمال والرسائل بإسم "يوحنا" وهو اسم عبري يعني "يهوده حنان"، ثم عرف بإسم ومرقس وهو اسم روماني الأصل ويعني "مطرقة"، ويربطه صله قرابة مع السيد المسيح كما ورد في سفر (كو 4: 10)، إذ تعد أمه مريم احدى النساء اللواتي خدمن أتباعه في بداية الإيمان وإنتشار المسيحية بالإضافة إلى صلة القرابة التي تربط بين
مرقس بكل من برنابا الرسول والتوما الرسول فضلًا عن قرابته ببطرس الرسول إذ كان والده ابن عمومته.
نشر القديس مارمرقس المسيحية في عدة أقطار بالارض وكانت وجهته الاولى الى "ليبيا" أول موطن للدعوة المسيحية في القارة الإفريقية، ثم اتجهه الى مصر واستقر في الاسكندرية نظرًا لمكانتها التراثية والثقافية العريقة التي جعلت منها مدينة خصبه لتلقي هذه الديانة والفكر الجديد، وعاد بعد ذلك الى ليبيا بعد ان انتشرت هذه الديانه بكثرة في مصر الامر الذي اغضب الكهنة والحكام آنذاك.
وكتب القديس مرقس، إنجيلًا يحمل اسمه واظهر خلاله المسيح بمظهر المخلص الذي جاء ليفدي الإِنسان فبدافع محبته الفائقة، نراه ينهمك في اَعمال الرحمة؛ فيسدُّ حاجة الإِنسان، ويخفِّف من أَحزانه، ثم يبذل نفسه فدية عنه. ومن هنا تركيز مرقس على معجزات المسيح أكثر من تركيزه على تعاليمه، وينتهي هَذا الإِنجيل إلى الحديث عن نهاية الزمان وما سيحدث عند رجوع المسيح ثم يسرد الاَحداث المتعلِّقة بآلام المسيح وموته على الصليب في القدس على يد اليهود والرومان، ثم قيامته وصعوده إلى السماء.
موضوعات ذات صله
أحد أعمدة الكنيسة القبطية.. محطات لا تنسى في سيرة البابا كيرلس السادس
استشهد القديس مارمرقس بعد ان أسس الكنيسة القبطية والكرازة المرقسية في الاسكندرية ، و سُرق جسده منها وودع في إيطاليا ، واستمر حتى عام 1968ميلادية حين استعادته الكنيسة القبطية الارثوذكسية في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس.