القلب السليم من القلوب التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ؛ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ )) [6]. فهذا الحديث العظيم فيه أوضح إشارة إلى أنَّ صلاح حركات العبد الظاهرة بحسب صلاح حركة قلبه وباطنه ، فإن كان قلبه سليماً ليس فيه إلا محبة الله ومحبة ما يحبه الله وخشية الله وخشية الوقوع فيما يكرهه صلحت حركات جوارحه كلها ، بخلاف ما إذا كان غالبه فاسداً قد استولى عليه حب الهوى واتباع الشهوات وتقديم حظوظ النفس فإن كان كذلك فسدت حركات جوارحه كلها . ولهذا يقال : القلب ملك الأعضاء وبقية الأعضاء جنوده ، وهم مع هذا جنود طائعون له ، منبعثون في طاعته وتنفيذ أوامره لا يخالفون في شيء من ذلك ، فإن كان الملك صالحاً كانت هذه الجنود صالحة ، وإن كان فاسداً كانت جنوده بسبب هذا فاسدة . ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم ، كما قال تعالى : { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } [الشعراء:88-89] ، والقلب السليم : هو السالم من الآفات والمكروهات كلها ، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله وخشية ما يباعد منه .