"الاهتمام الإيجابي" هي الطريقة التي تظهر خلالها فرحتك بطفلك، مع دفء العلاقة الخاصة بينكما، كأن تبتسم لطفلك وتجعل التواصل بالعين وتعابير وجهك لرعايته، مع استخدام كلمات التشجيع، والاحتفال بحرارة، واظهار الاهتمام بأنشطة الطفل وإنجازاته. ويوضح خبراء التربية في دراسة نشرت بموقع Raising children "شبكة تربية الأطفال "، بأنه لدى الأباء دائما فرصة لأعطاء طفلهم الاهتمام الإيجابي في التفاعلات اليومية، فمنذ البداية يجب تعريض الأطفال للخبرات والعلاقات التي تبين لهم أنهم ذوى قيمة في محيط الأسرة والمجتمع، وأنهم قادرين على جلب السرور للآخرين من خلال دورهم وتواجدهم بالمجتمع، مع بناء صورة لدى الطفل عن كيفية قيمته لدى أسرته والمحيط الذي يعيش به سواء المدرسة او النادي أو الجيران. وتشير الدراسة إلى أنه مع الوقت، ومن خلال إرسال رسائل إيجابية تدل على المحبة من الأب والأم للطفل يتم بناء مفهوم الذات لدى الطفل بصورة صحية، وهو أمر مهم ليس فقط لعلاقة الطفل مع الآخرين، ولكن لمساهمة ذلك في بناء الثقة بشخصية الطفل لأنه يتعلم الكثير عن العالم المحيط به. وتوضح الدراسة أن مشاعر الأمن والسلامة لدى الأطفال تأتي من خلال التفاعل مع الأباء والأمهات المهتمين بأبنائهم، خاصة الأبناء ذوي الطبيعة الخائفة أو غير المستعد لمواجهة الأوضاع الجديدة وغير المألوفة لديه، وأن تفاعل الأباء مع الأبناء يعطي مزيد من الاطمئنان والدعم ليشعر الأبن بالأمن والأمان. وقد أظهرت الأبحاث أن الآباء الذين يبتسمون لأطفالهم بطريقة حارة، ويبدون الكثير من الاهتمام يجعلون أبنائهم يميلون إلى إظهار المزيد من تلك السلوكيات نفسها. وتوضح الدراسة أنه يمكن إظهار الإهتمام الإيجابي من لحظة الولادة من خلال لفت انتباه الأطفال إلى ما تقوله أو تفعله، حتى مع الأطفال حديثي الولادة فقد أثبتت الدراسات أنهم مستعدون للربط والتواصل والتعلم من كل شيء، وجميع من حولهم، من خلال أبتسامة ونظرة مريحة عند بكاء الطفل أو ضحكة، مع الاستجابة للأصوات التي يقدمونها، بالإضافة إلى ان الطفل في مرحلة الرضاعة قد يفهم ما يريده الآباء من خلال نظرات أعينهم أو نبرات صوتهم. وتشير الدراسة إلى انه يوجد أيضا عدة أنشطة تحدث يوميا بشكل تلقائي مع الطفل يمكن ان تزيد التواصل مع الطفل بطريقة ذات معنى إيجابي، مثل تغيير الحفاض والملابس ووقت التغذية واحتضان الطفل أثناء تجفيفه بعد الحمام، والجلوس في وضعية القرفصاء أثناء اللعب مع طفلك.