تحسنت ثقة المستثمرين الألمان في أبريل الجاري فيما يبدو أن المخاوف حيال أثر جائحة فيروس كورونا على أكبر اقتصاد في أوروبا انحسرت، وفقا لمسح نشرت نتائجه اليوم الثلاثاء. واستأنف منتجو السيارات في ألمانيا الإنتاج في بعض المصانع هذا الأسبوع بعدما خفف البلد القيود الرامية لاحتواء التفشي وسُمح لمتاجر معينة بفتح أبوابها، في حين تظل قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة سارية. كورونا يلحق الضرر بقطاعي الخدمات والتجزئة في ألمانيا وأكد معهد زد.إي.دبليو أن مسحه الشهري أظهر أن المعنويات الاقتصادية بين المستثمرين زادت إلى 28.2 من -49.5 في مارس وتوقع اقتصاديون تحسنًا أقل بكثير إلى -42.3. وقال رئيس المعهد آكيم فامباخ: "خبراء السوق المالية بدأوا يرون ضوءًا في نهاية نفق طويل جدًا". وهبط مقياس منفصل لتقييم المستثمرين للأوضاع الحالية للاقتصاد إلى -91.5 من -43.1 في الشهر السابق وتوقع محللون انخفاضًا أقل إلى -77.5. وأظهر المسح الذي أجري بين أكثر من 200 محلل في الفترة بين السابع والعشرين من أبريل الجاري أن المستثمرين لم يتوقعوا أن يتحول نمو الاقتصاد للإيجاب حتى الربع الثالث. وقال فامباخ: "لا يتوقع أن يتحول الإنتاج الاقتصادي لمستويات ما قبل كورونا قبل 2022". وأمس الإثنين، أظهر التقرير الشهري الصادر عن البنك المركزي الألماني أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وإجراءات احتوائها تدفع الاقتصاد الألماني نحو ركود حاد، وأن التعافي السريع منه غير محتمل. وذكر البنك أنه "من الصعب تماما التنبؤ حاليا بحجم التراجع في النشاط الاقتصادي بشكل عام.. بالطبع حدة الركود ستعتمد بدرجة كبيرة على موعد مدى تخفيف القيود المفروضة لمحاربة الجائحة". يذكر أن إجراءات الإغلاق التي اتخذتها الحكومة الألمانية لاحتواء الفيروس أدت إلى توقف نشاط بعض قطاعات الخدمات المرتبطة بالمستهلكين مثل السفر والخدمات الغذائية والثقافة والترفيه ومبيعات المنسوجات ونقل الركاب منذ منتصف مارس الماضي. وذكر البنك المركزي الألماني أن هذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي لألمانيا خلال الربع الأول من العام الحالي بأكثر من نقطة مئوية. وأعلنت السلطات الصحية في ألمانيا، الثلاثاء، تسجيل 194 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ليرتفع إجمالي الوفيات لديها 4598 حالة.
