مع الدخول فى مرحلة ارتفاع درجات الحرارة التدريجية كثرت الأقاويل بأن هناك آمالًا فى القضاء على فيروس كورونا، أو الحد من نشاطه على الأقل. وعلى رغم ظهور تقديرات متباينة بهذا الشأن، فإنه لا توجد إجابة قاطعة حتى الآن عن سؤال ما إذا كانت حرارة الصيف ستقضى على الوباء، فيما يسعى علماء فى جامعة يوتا الأمريكية إلى اختبار عينات من فيروس كورونا تحت درجات حرارة متباينة، وفق موقع سيانس لايف العلمى، وقد تساعد هذه الاختبارات مسؤولى الصحة العامة فى التعرف على كيفية تفاعل الفيروس مع التغيرات فى درجة الحرارة. واقترحت دراسة أن فيروس كورونا، قد يكون به بقعة تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة، ولكن الخبراء يقولون إنه يجب على الأشخاص تجنب الوقوع فى فخ التفكير بأنه سيتفاعل مع التغيرات الموسمية بنفس الطريقة تمامًا مثل الآخرين مسببات الأمراض، مثل تلك التى تسبب نزلات البرد أو الانفلونزا. وقالت الدراسة إن درجة الحرارة يمكن أن تغير بشكل كبير انتقال الفيروس، وقد تكون هناك درجة حرارة أفضل لانتقال الفيروس، مضيفة أن الفيروس حساس للغاية لدرجات الحرارة المرتفعة، مما قد يمنعه من الانتشار فى الدول الأكثر دفئًا، فى حين بدا العكس صحيحًا فى الأجواء الأكثر برودة. وبحثت دراسة أخرى نشرت فى مارس فى مجلة Infection Hospital مدى حياة العديد من الفيروسات التاجية البشرية على العديد من الأسطح المختلفة، ووجد مؤلفو الدراسة أن الارتفاعات فى درجات الحرارة أحدثت فرقًا فى عمر الفيروسات التاجية عبر الأسطح، فعلى سبيل المثال، أدت درجة حرارة (32) درجة مئوية، إلى تقليل مدة استمرار فيروس كورونا على الأسطح الفولاذية بمقدار النصف على الأقل. وانتشر أيضا على وسائل التواصل الاجتماعى، دراسة تؤكد دور شرب المياه المتكرر (كل 15 دقيقة) فى القضاء على فيروس كورونا المستجد، نقلا عن بروفيسور يابانى تحدث عن الفكرة، وأشارت الكثير من الدراسات والبحوث التى انتشرت مؤخرا، ونسبت إلى اليونيسيف، إلى دور الحرارة بالقضاء على الفيروس ومنع انتشاره، ونصحت بعض الدراسات باستخدام مجفف الشعر، أو الاستحمام بالماء الساخن، وشرب الماء الساخن باستمرار، والابتعاد عن المثلجات. وتوقع الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية اختفاء فيروس كورونا خلال نهاية شهر ابريل الجارى موضحا أنه يعتمد على محورين بهذا الشأن. وقال إن هناك نظريتين علميتين بشأن توقعات القضاء على كورونا اولهما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على انتشار الفيروس، أما الأخرى فتؤكد أن درجات الحرارة المرفعة توقف نشاط الفيروس وأنه يتبنى النظرية العلمية الثانية التى تتبنى فكرة ان ارتفاع درجة الحرارة سيوقف نشاط فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن فيروس كورونا يحيط به غلاف دهنى يتأثر بدرجة الحرارة المرتفعة، لافتا إلى أن درجة الإصابة بالفيروس فى دول أفريقيا قليلة نظرا لارتفاع درجات الحرارة. ويقول الدكتور الدكتور محمد عبدالعزيز على استشارى الباطنة والحميات، إن هناك أبحاثا تتحدث عن أن درجات الحرارة المرتفعة نوعًا ما يمكنها تقليل معدلات الإصابة لكنها لا تقتل الفيروس. وتوصّل بحث جديد إلى أن الطقس الدافئ والرطوبة يمكن أن يبطئان من الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بحسب ما أوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وأوضحت واشنطن بوست أن دراسة سلوك فيروس كورونا فى درجات الحرارة المرتفعة والرطبة ما يزال قيد التنفيذ. وقدّمت الدراسة، أدلة على الروابط بين درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة والمناطق الجغرافية التى ازدهر فيها الفيروس، إذ تشير إلى أن الفيروس سيتراجع فى مناطق أمريكا الشمالية وأوروبا خلال أشهر الصيف. وقال أنتونى س. فوسى، مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، من المحتمل: إن يتأثر انتشار الفيروس أثناء ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يتضح بشكل مبدأى فى القارة الأفريقية والدراسة الجديدة المنشورة على موقع الأبحاث SSRN، رجحت أن درجات الحرارة المرتفعة تبطيء انتشار الفيروس الجديد، وهذا عكس ما يحدث فى درجات الحرارة المنخفضة. وأشار البحث إلى أن المناطق الدافئة بالولايات المتحدةالأمريكية مثل تكساس وفلوريدا، لا تسجل نموا مرتفعا لحالات الإصابة مقارنة بولايات أخرى مثل نيويوركوواشنطن. ورجح البحث أن معدلات نمو الفيروس سيتراجع فى أوروبا مع ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف. وأوضح البحث أن الطقس الدافئ لا يقضى على الفيروس ولكن يبطئ انتشاره، ما يلزم الحكومات بالاستمرار فى اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية، وأن يتخذ الناس احتياطهم للحد من انتشار العدوى. وبحذر الدكتور محمد عبدالعزيز على من استخدام التكييفات المركزية حال وجود مرضى لفيروس كورونا المستجد وينصح المواطنين بالتعرض للهواء بدلًا من فتح التكييفات.