تعمل سلطنة عُمان دائماً على تنمية وتطوير موانئها، حيث أن الاستراتيجية اللوجستية 2040 تتضمن تكوين كيان تشغيلى تملكه الدولة بحيث يمكن لهذا الكيان أن يساهم فى تحقيق أرباح ويعتمد على استثمار وتمويل داخلى، ولذلك فقد عملت الحكومة على استثمار هذه الموانئ، واستطاعت فى خلال سنتين تشغيل أربعة موانئ بحرية ويجرى تطوير الميناء البرى.. وفى هذا الإطار تبذل شركة إدارة وتشغيل الموانئ بالسلطنة «مرافى» جهوداً كبيرة لتفعيل حركة الموانئ التجارية التى تقع تحت إشرافها والمتمثلة بميناء السلطان قابوس وميناء السويق وميناء شناص وميناء خصب، والعمل على الاستفادة من إمكانياتها لجعلها موانئ للاستيراد وإعادة التصدير من منطلق دورها الوطنى المتمثل بتنشيط الحركة التجارية ورفد السوق المحلى بالبضائع والسلع الأساسية.. وقد تمكنت الشركة خلال الربع الأول من العام الجارى من استقبال أكثر من 900 سفينة فى الموانئ ومناطق الرسو التابعة للشركة، كما قامت بمناولة ما يزيد على نصف مليون طن من البضائع العامة وربع مليون رأس من الماشية وبمتوسط نمو بلغ 25%.. وكانت شركة «مرافى» قد أعلنت الأسبوع الماضى عن بدء تشغيل خط للاستيراد المباشر من بندر عباس إلى ميناء السلطان قابوس وميناء السويق للخضار والفواكه وعموم البضائع بواقع رحلتين فى الأسبوع من منطلق الدور الذى تضطلع به الشركة فى إيجاد البدائل والخيارات أمام التجار والموردين لجلب بضائعهم بشكل مباشر من الدول الموردة، حيث يتوقع أن تضاعف الرحلات لست رحلات أسبوعياً. دور مهم وأكد الدكتور أحمد العبرى الرئيس التنفيذى لشركة «مرافى» الدور المهم الذى تضطلع به الشركة فى تعزيز أهمية الموانئ التى تقع تحت إشرافها، مشيراً إلى أن هذه الموانئ سجلت حركة نشطة خلال الفترة الماضية من حيث أعداد السفن التى استقبلتها أو حجم المناولة.. وقال إن من ضمن الاستراتيجية اللوجستية 2040 تكوين كيان تشغيلى تملكه الدولة بحيث يمكن لهذا الكيان أن يساهم فى تحقيق أرباح ويعتمد على استثمار وتمويل داخلى.. وبالنسبة لقدرة الموانئ التجارية التابعة للشركة وقدرتها على استيعاب الحركة المتوقعة خلال الفترة القادمة، قال «العبرى» إنه لا يوجد ميناء فى العالم أيا كان نوعه يبقى على وضعه الحالى، فموضوع التطوير والتوسع فى هذه الموانئ جزء مهم لتبقى وتستمر لاستيعاب النمو، وميناء السويق جاهز، وقد حظى بتوسعات فى الفترة الماضية، أما بالنسبة لميناء شناص فقد تم استحداث المنزال بما يتيح استقبال السفن الحديدية، مؤكداً أهمية ميناء شناص وموقعه الاستراتيجى، ولذلك من الأهمية التوسع فى هذا الميناء وتطويره خلال الفترة القادمة، وبالنسبة لميناء خصب فيتميز بموقعه التجارى وبالعمق وهو جزء رئيسى من خطط الحكومة لتطوير محافظة مسندم وسوف يلعب الميناء دوراً أساسيا فى المرحلة القادمة لذلك من المهم تطوير الجوانب الأخرى من البنية الأساسية للميناء. تعزيز الخطوط كما أكد «العبرى» أن فتح خط بندر عباس يأتى فى إطار جهود الشركة لتعزيز الخطوط القائمة أو تدشين خطوط جديدة، مشيراً إلى أن السوق المحلى متوقع أن يشهد ارتفاعاً فى الطلب على استهلاك السلع والبضائع بشكل عام والخضراوات والفواكه بشكل خاص ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك.. وقال إن الإجراءات الاحترازية التى قامت بها السلطنة تحتم إيجاد خطوط مباشرة للأسواق الخارجية عبر استحداث خطوط جديدة.. وأضاف أن خط بندر عباس سيكون متاحاً للتجار جميعاً حيث أن «مرافى» حريصة على استقرار أسواق السلطنة وضمان وفرة المعروض من السلع بأسعار منخفضة، ويعتبر النقل البحرى أقل تكلفة من النقل البرى وهذا واحد من الأهداف الاستراتيجية التى تعمل عليها الشركة من خلال تدشين هذه الخطوط التجارية التى تسهل عمليات الاستيراد والتصدير بين السلطنة ومختلف الدول.. وأكد أن «مرافى» جاهزة للتعامل مع هذا النوع من خدمات النقل البحرى، موضحاً أن الموانئ التى تقع تحت إشراف الشركة لديها القدرات الكافية للتعامل مع سفن الشحن والبضائع المستهدفة بما يضمن عمليات الإنزال والتصدير بطرق سهلة وسريعة باستخدام التقنيات الحديثة.