فقدت هيئة كبار العلماء أحد أركانها اليوم بوفاة الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، وذلك عن عمر يناهز 89 عامًا. كانت حياة العالم الكبير مختلفة منذ الصغر فما ان راى شمس الدنيا حتى فقد ولده وهو فى سن السابعة من عمره، لكن ذلك لم يمنع والده من وضعه على الطريق الصحيح فى حفظ كتاب الله. اختار زقزوق أن يلتحق بالمعهد الديني في مدينة دمياط الساحلية، رافضاً أن يكمل دراسته في التعليم المدني لا لشيء سوى أنه أراد أن ينتقل إلى حياة المدينة في دمياط، والإقامة مع الأقران دون تكبد مشقة الذهاب والعودة اليومية لو كان التحق بالمدرسة الابتدائية في قرية الزرقا المجاورة. أول جائزة لوزير الأوقاف الأسبق كانت علامات النبوغ حينها هي إتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً، وكان هو قد فعل ذلك، وحصل على المركز الأول في مدينته، فحصل على اثنين من الجنيهات كجائزة له، إلا أنه ما يزال يذكر أنّه حصل على 187.5منها فقط. في العام 1947 التحق زقزوق بالمعهد الديني، فوجد أنّ له شيخاً مستنيراً، قرر فتح فصول لتدريس اللغتين الإنجليزية والفرنسية للراغبين من الطلاب فسارع هو لتعلم اللغتين. لكنّ هذا البرنامج كان قد توقف بمجرد انتقال الشيخ إلى معهد آخر، إلا أنه ما يزال يذكر لهذا الشيخ مكرمة أخرى إذ إنّه دفعهم لشراء ملابس رياضية وفرض عليهم ممارسة الرياضة يومياً، حتى أنه يقول ما أزال أمارس ما تعلمته وقتها من التمارين حتى يومنا هذا. بدأ زقزوق في كتابة المقالات والأشعار والقصص في صحيفة محدودة التوزيع، اسمها سفينة الأخبار وهو في سن ال17 عاماً، إلا أنّه خاض معركة كتابية حامية الوطيس بينه وبين أحد كتاب الجريدة على صفحاتها بعد أن نقد مقالاً لهذا الكاتب، رأى فيه مبالغة غير مقبولة في امتداحه لأحد رؤسائه، بعدها رأت إدارة الجريدة غلق هذا الجدل والكتابة في أمور تهم القارئ وتعود عليه بالنفع والفائدة. زقزوق يعترض على مولد السيد البدوى مذكرات زقزوق تشي بفتى يميل إلى المحافظة الدينية في صغره، فشنّ هجوماً على العادات والتقاليد والسلوكيات التي كان يشتمل عليها مولد السيد البدوي، وكتب ذلك في موضوع إنشاء منحه أستاذه الدرجة النهائية عليه، إلى أن جاء الأستاذ في الأسبوع التالي، وذراعه مكسورة، ومربوط عليها جبيرة، فاعتقد هذا الأستاذ أنّ ما جرى له هو عقاب من السيد البدوي لتشجيعه طالباً على نقده.