شهد الاقتصاد العالمي أزمة كبيرة، وانخفاض مُخيف في أسواق المال العالمية، وهبوط شديد في الأسعار، نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح دول العالم، وهو ما انعكس بطبيعة الحال إلى أسعار الذهب الذي شهد هبوط كبير خلال الأيام الماضية، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا 689 جنيهًا، وعيار 24 سجل 790 جنيهًا، وعيار 18 سجل 591 جنيهًا. ومن جانبه، قال أحمد أبو علي، الباحث الاقتصادي، إن الهبوط المفاجئ الذي تشهده أسعار الذهب خلال الفترة الحالية هو نتيجة متوقعة لحالة الركود الاقتصادي التي يشهدها العالم خلال الربع الثاني من عام 2020، نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم. وأضاف أبو علي في تصريحه ل"بوابة الوفد"، أن الذهب يمثل محفظة استثمارية مهمة جدًا يلجأ لها الكثيرين للحفاظ علة قيمة مدخراتهم وتحقيق أعلى مكسب على ودائعهم المالية فيها، مؤكدًا أن الذهب سيواصل حالة تراجعه وتدهوره خلال الفترة المقبلة حتى تنتهي أزمة فيروس كورونا، وذلك لأن في اوقات الأزمات يميل الأشخاص غالبًا للحفاظ على مدخراتهم في شكل سيولة نقدية. ونصح الباحث الاقتصادي، من يريد استثمار أمواله بشراء الذهب والإدخار خلال الفترة الحالية مستغلًا ركود أسعاره، على أن يعاود البيع لاحقًا بعد مرور ال5 شهور المقبلة عندما ترتفع الأسعار وتعود لمكانتها الطبيعية. فيما قال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن العالم يمر حاليًا بظروف استثنائية مرتبطة بكارثة، حيث يسيطر الوباء ويؤثر على سلود الأفراد مما يسبب حالة من الهلع أدت لاضطراب سلوك المستثمر والمستهلك، فالنظرة المستقبلية ملبدة بالغيوم. وأضاف العمدة، أن أسواق المال العالمية خاضت أول صدمة لفيروس كورونا، وتلاها قطاع السياحة، ثم التجارة، والذهب وباقي القطاعات. وأوضح أستاذ الاقتصاد الدولي، أن الذهب كان يمثل الملاذ الآمن للمستثمرين، ولكن بعد الانخفاض المفاجئ أصبح الغالبية العظمى يفضلون الاحتفاظ بالسيولة النقدية في البنوك، ناصحًا المواطنين بعد التصرف في حاليًا بالشراء أو بيع الذهب حتى يعود إلى حالته الطبيعية وتخلص العالم من أزمة كورونا. وفي السياق ذاته، قال الدكتور ماهر هاشم، الخبير الاقتصادي، إن بعد تخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة تهافت السوق المحلي على استغلال السيولة، وبحث كل الأسواق عن جمع السيولة مما يترتب عليه أن المخزون ذات القيمة مثل الذهب والعقارات سيكون نسبة العرض فيه أكثر من الطلب. وأضاف هاشم، أن مع انخفاض الأسهم في البورصة العالمية ومع هبوط سعر البترول، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.4%، ثم إلى 5%، ويعد هذا أقل مستوى وصلت له منذ شهر نوفمبر 2019، وأصبحت أسعار الذهب على المستوى المحلي تشهد حالة تذبذب نتيجة تحكم التجار في المخزون. وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الأسواق المصرية متؤثرة بالخسائر الاقتصادية العالمية، وعمليات شراء الذهب ستكون محدودة، ولم تتعافى إلا عقب زوال الأزمة العالمية التي سببها فيروس كورونا، موجهًا النصح بعد شراء الذهب حاليًا والاتجاه للاستثمار في العقارات فهو البديل الآمن حاليًا.