يأتي فصل الخريف في لبنان ليبدأ معه موسم قطاف الزيتون في القرى والبلدات. وبدأ المزارعون في مختلف المناطق الجنوبية والشمالية في لبنان يتوافدون إلى حقولهم لقطاف الزيتون أملا في بيعه بمقابل يسد رمقهم، وسط شكوى من تجاهل الحكومة لهم وعدم قدرتهم على تصريف المحاصيل. ومع قدوم موسم جني الزيتون في لبنان، تجول في مزارع الزيتون في منطقة "حاصبيا" الجنوبية للتعرف على خطوات إنتاج زيت الزيتون المتميز. فعندما تنضج حبات الزيتون وتصبح غنية تبدأ عملية جني الزيتون بحيث يتم جمعها يدويا أو باللجوء إلى آلات حتى تسقط حباتها، كما يلجأ بعض المزارعين إلى استعمال رداء كبير يفرش تحت الشجرة لتسقط عليه حبات الزيتون. بعد تجميع كمية الزيتون تنقل للمعاصر حيث يتم غسلها لتطحن بواسطة طاحونة حجرية دائرية لتحويل حبات الزيتون إلى عجين. وفي المرحلة الأخيرة توضع عجينة الزيتون داخل آلة ضغط ليخرج منها سائل يسمى بزيت الزيتون الخام لتبدأ مرحلة التصفية وإزالة السائل العالق به. وقدر في العام 2002 وجود 13 مليون شجرة زيتون تمتد على مساحة 57.000 هكتار أي 20% من مجمل الأراضي المزروعة في البلاد. وطالب مزارع الدولة اللبنانية بإيجاد أسواق لتصريف المحصول ودعم هذه الزراعة. وقالوا إن مشكلتهم الأساسية تكمن في تصريف الإنتاج، مشيرًا الى أن :"الدولة تستورد زيتونًا وزيتًا من الخارج، فيما يبقى لدى المزارعين محاصيل لا يتم تصريفها، وتتكدّس من عام لآخر". وتفيد الإحصاءات أن لبنان ينتج 30% من زيتون الحَب، بينما يتحول 70 % منه إلى زيت زيتون. كما أن اختلاف السمات السطحية وتعدّد المناخات المحليّة وكثرة أنواع الزيتون في لبنان تسمح له، على الرغم من مساحته الصغيرة، بإنتاج زيت بنكهة خاصة وبمذاقات مختلفة ترضي كلّ الأذواق. وتظهر إحصاءات وزارة الزراعة اللبنانية أن إنتاج الزيتون في لبنان يختلف باختلاف الظروف المناخية وهو يتراوح بين 30.000 طن كحد أدنى كما في العام 1998 و190.000 طن كحد أقصى كما في العام 2000.