35% زيادة فى السياحة الداخلية.. و20% تخفيضات للمصريين إقبال كبير على حجز «الأقصروأسوان».. و«نويبع ودهب والفيوم» الأرخص إجازة نصف العام فرصة لالتقاط الأنفاس بعد فصل دراسى مثقل بالمواد الدراسية، كما أنها فرصة لأخذ قسط من الراحة ل25٫4 مليون تلميذ وطالب فى مدارس وجامعات مصر بعد عناء شهور من الدراسة. لهذا تتجه بعض الأسر إلى رحلات سياحية، لزيارة معالم أثرية والبعض يستغل الاجازة فى تعلم بعض النشاطات والمهارات فى المنزل. وتعتبر محافظتا الأقصروأسوان قبلة كثير من المصريين فى أجازة نصف العام، حيث لجوه الدافئ فى هذا الوقت من الشتاء، إلى جانب الطبيعة الخلابة على ضفاف النيل الخالد، والبالون الطائر فوق آثار الفراعنة، وبيوت النوبة، والسوق القديمة، التى تشتهر بالتوابل الأسوانية، اضافة إلى عروض الصوت والضوء فى الكرنك، وكلها أنشطة تتفرد بها المدينتان فى جنوب مصر. وكشف مؤشر الحجز على موقع بوكينج العالمى، أن هناك إقبالا كبيرا على زيارة الأقصروأسوان لدرجة أنه لا يوجد سوى 112 مكانا متاحا فى الأسبوع الأول من إجازة نصف العام. وأكد خبراء السياحة أن أجازة نصف العام تسبب رواجاً فى السياحة الداخلية بنسبة تتراوح ما بين 30 % إلى 35%، وخاصة أن الكثير من الأسر تذهب لرحلات اليوم الواحد على الأقل خلال اجازة نصف العام. وعن أرخص الأماكن السياحية فى الوقت الحالى، أكد الخبراء أن نويبع ثم دهب ثم الفيوم، هى أرخص ثلاثة أماكن، فيما تعتبر مرسى علم والغردقة وشرم الشيخ وسيوة والأقصروأسوان، مرتفعة الثمن. وأكد البعض أن اسعار الرحلات السياحية تبدأ من ثلاثة آلاف جنيه للفرد الواحد فى الرحلة ذات الأربع والثلاث ليالى، مع ارتفاع الأسعار كلما أرتفع مستوى الفنادق والخدمات المقدمة. وقال سامى سليمان، رئيس جمعية نويبع طابا، إن أجازة نصف العام يكون لها تأثير إيجابى بالنسبة للمناطق السياحية التى يوجد بها أسعار منخفضة، لافتاً أن أى صاحب فندق عنده نسبة أشغال 50% من السياح الأجانب يريد إشغال باقى الفنادق بالمصريين، وهناك بعض أصحاب الفنادق تظل أسعاره مرتفعة مكتفيًا بفئة معينة من السياحة الداخلية. وأكد هناك بعض الشركات تقدم بعض العروض لجذب السائحين، مضيفاً أن شهر فبراير دائما ما يكون أفضل من شهر يناير، كما أن الدعاية دائما ما يكون لها العامل الأكبر، مضيفا أن المنطقة السياحية التى يوجد فيها مؤتمرات دائما ما تكون أفضل من المناطق السياحية التى لا يوجد فيها مؤتمرات وفاعليات. وأكد أن السياحة الأجنبية تعتبر هى دائما الأهم لكونها تدخل عملة أجنبية للدولة، ولكن السياحة الداخلية تمثل سفيرا اضافيا للمشروعات السياحية. وقال عمارى عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة بالغرف التجارية، إن إجازة نصف العام يكون لها دور فى رواج السياحة الداخلية، ولكن ليست بصورة قوية، وفى أغلبها يقتصر على محافظتى الأقصروأسوان ذات الطابع الدافئ فى الشتاء، لافتاً أن نسبة الرواج التى تقوم بها السياحة الداخلية فى إجازة نصف العام تصل إلى 30% إلى 35%. وأكد أن هناك العديد من الشركات التى تقوم بعمل العديد من العروض فى أجازة نصف العام فى الغردقة وشرم الشيخ واسوان والأقصر، مضيفاً أن تكلفة الرحلة حسب عدد الليالى التى تريد الأسرة قضاءها، لافتا أن أغلب الرحلات تكون أربع أو ثلاث ليالى، وتبدأ التكلفة من ثلاثة آلاف جنيه للفرد الواحد، إلى أكثر من ذلك حسب المستوى الذى يريده الفرد. وأكد أن التخفيضات التى تقوم بها الشركات، هى التخفيضات العادية والمتاحة، لكون أن السياحة الداخلية لا تسمن ولا تغنى من جوع، ولكن الشركات السياحية تقوم بعمل عروض للسياحة الداخلية لكى يتعرف المصريون على معالم بلدهم، وبدلا من خروج بعض المصريين للفسح فى الخارج، وعن التخفيضات التى تقدمها شركات السياحة أقل للمصريين عن التخفيضات التى تقدم للأجانب، قال يجب عدم الخلط بين الاثنين، مؤكداً أن الأسعار ترتفع فى إجازة نصف العام، لكونه موسماً. وأكد أنه من المتوقع أن يكون فى رواج خاصة أن الكثير من الأسر تقوم بالرحلات اليوم الواحد وتكون أقل تكلفة من الرحلات الأخرى. وقال ثروت العجمى، الخبير السياحى، إن هناك تنشيطاً واضحاً للسياحة الداخلية فى إجازة نصف العام، مؤكدا أن أغلب الشركات تقدم عروضاً من 15 يناير إلى 15 فبراير، لافتاً أنه لا يستطيع تحديد نسبة الرواج التى تحدثها إجازة نصف العام، ولكن من المعروف لأن المصريين يأتون إلى المناطق السياحية والأثرية فى إجازة كل عام. وأكد أن اقبال المصريين فى إجازة نصف العام يكون دائماً على المناطق الساحلية والأثرية، ولكن أغلبهم يذهب إلى الغردقة وشرم الشيخ والأقصروأسوان، مؤكداً أن الشركات لا تقدم تخفيضات فى إجازة نصف العام، ولكنّ هناك سعراً للمصريين، يكون منخفضاً بنسبة 20% إلى 30 % عن السياح الأجانب. أولياء الأمور: الأنشطة المدرسية «غياب» فى الإجازة.. وخبير تربوى: خسارة كبيرة إجازة نصف العام كانت قديما تعتبر فرصة لقيام المدارس بالعديد من النشطة المدرسية، وتجميع الطلاب وتنمية مهاراتهم، ولكن اليوم أغلب المدارس بمجرد أن تبدأ الإجازة تختفى الأنشطة عنها، ليكون الشارع هو الملاذ الوحيد للتلاميذ والطلاب لكى يمارسوا أنشطتهم حتى العودة الى مدارسهم، ونفس الحال يكون فى إجازة آخر العام أيضا. الدكتور كمال مغيث الخبير التعليمى، أنه على كل الطلاب الاستمتاع بالإجازة وفى نفس الوقت يجب الاستفادة من تلك الإجازة، مطالبا جميع الطلاب بوضع برنامج واضح ومحدد يكون بالاشتراك مع أحد أفراد العائلة، بحيث يضع وقت للشات والفيس ولقاء الأصحاب والفسح، ووقت لتقوية فى بعض المواد الدراسية بها بحيث يعطيها أوقاتاً أطول. وأضح أنه على المدارس القيام بعمل مجموعات تقوية للطلاب، لافتاً إلى أهمية الأنشطة المدرسية بالنسبة لتنمية عقول التلاميذ فهى تساعد على تشكيل فكره ووجدانه نحو العديد من الأمور التى من الممكن توجيهها داخل المدرسة وهو الأمر الذى يمكن استخدامه لصالح تنمية الطلاب. وأكد أن وجود حاجة إلى العديد من الإجراءات التى من شأنها العمل على إيجاد المناخ المناسب للنشاط المدرسى مثل أن يكون النشاط المدرسى جزءًا من قانون التعليم كما يجب أن تحتوى لوائح الوزارة، على دعم النشاط المدرسى إضافة إلى دور المدرسة بدعم تلك الأنشطة. وأوضح أنه فى الغالب لا يوجد أنشطة مدرسية داخل المدارس فى أى وقت سواء فى وقت الإجازة اللهم إلا أن نشاط المكتبة، مضيفا أن غياب الأنشطة المدرسية خلال فترة الاجازات يشير إلى مدى غياب دعم تلك الأنشطة من المدرسة ومن التربية والتعليم، لافتا إلى أن الوزارة لا تعتبر تلك الأنشطة جزءاً من دور المدرسة، فى الوقت الذى كان من الممكن أن تعمل المدرسة على زيادة علاقة التلاميذ بها من خلال تنظيم الدورات والأنشطة والمسابقات المدرسة وعقد حلقات النقاش التى يشارك بها أولياء الأمور مع استضافة الندوات المختلفة سواء كانت تلك الندوات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وغيرها من الأنشطة. وأكد أحمد يوسف، ولى أمر لطالبين فى المرحلة الابتدائية والاعدادية، إجازة نصف العام، كانت قديما فرصة حقيقية لتعليم الطلاب بعض المهارات من خلال النشاط المدرسى فى فترة الاجازات، ولكن اليوم أصبح النشاط المدرسى معدوم فى ظل المشكلات والمعوقات التى تواجه العملية التعليمية والتى فى مقدمتها ارتفاع الكثافة الطلابية داخل المدارس والعجز الشديد فى عدد مدرسى الأنشطة. وقال محمد كمال، ولى أمر لأربعة طلاب فى مراحل مختلفة، أن النشاط المدرسى ليس له أثر اليوم فى كل المدارس، نتيجة غياب التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والجهات الأخرى المختلفة مثل وزارة الشباب والرياضة والثقافة وهو ما يحد من معدل الأنشطة الرياضية والتثقيفية والفنية المختلفة التى من الممكن أن تقدم إلى الطالب. إجازات المصريين: رحلات وفسح وزيارات عائلية تباينت آراء بعض من المصريين حول كيفية قضاء إجازة نصف العام، حيث أكد البعض أنه سوف يستغل الإجازة لقضاء وقت أطول مع الأبناء من خلال التنزه فى بعض الحدائق وزيارة الأماكن السياحية القريبة، فيما أكد البعض أنه سوف يستغل الإجازة والسفر لبعض المدن السياحية مثل الأقصروأسوانوالغردقة، فيما أكد البعض أنه سوف يستغل الإجازة فى السفر لقضاء وقت مع العائلة الكبرى حيث الجد والجدة والأهل ووصل صلة الرحم. وقال حمدى محمود، إنه سوف يستغل الإجازة لقضاء وقت أطول مع الأبناء والتنزه معهم فى الكثير من الأماكن ذات الطابع الجميل فى القاهرة وزيارة بعض المعالم السياحية فى القاهرة، وزيارة الحدائق حيث الشمس والجو الدافئ، والتقاط بعض من الراحة مع الأولاد، مضيفاً كان نفسى آخدهم ونحجز رحلة سياحية ولكن الأسعار مرتفعة جداً فى ظل ارتفاع تكاليف ومتطلبات الحياة. وأكدت ريهام عيد، أنها سوف تستغل الإجازة والسفر إلى محافظة أسوان لقضاء خمس ليالٍ، مع زوجها واولادها، بعد فترة دراسية صعبة ولالتقاط الأنفاس، مؤكدة أنها ذاتها بحاجة إلى الراحة أكثر من الأولاد، مؤكدة أن جو أسوان فى الوقت الحالى يعتبر خيالياً. فيما قال جمال حامد، إن إجازة نصف العام تعتبر فرصة حقيقية لزيارة الأهل فى محافظته الأم، مؤكداً أن الإجازة فرصة لصلة الرحم وتعرف الأولاد على أقاربهم وزيارة جدهم وجدتهم وأبناء عمومتهم، كما أنه دائما وأبداً تظل المحافظة التى تربيت بها أعظم وأجمل الأماكن مهما زرت أو رأيت. المنتجعات السياحية الشتوية مقاصد للشباب فى إجازة نصف العام