نفت جهات سلفية دعوية وجهادية في قطاع غزة، علاقتها بتأسيس "حزب النور السلفي السياسي" الذي أعلنت شخصيات فلسطينية في القطاع عن نيتها إعلانه رسميا الخميس المقبل. وأثار الاعلان عن تأسيس الحزب الجديد، المزمع إعلانه بعد يومين، شكوكا وتوقعات بأن يكون امتداداً لحزب "النور" المصري، لا سيما أن رئيس حزب النور السلفي بمصر، الدكتور عماد الدين عبد الغفور، كان قد زار قطاع غزة مؤخرا ما رآه بعض المراقبين كخطوة ربما جاءت للتمهيد لإعلان "حزب النور السلفي السياسي" في غزة - حسبما موقع القدس الفلسطيني. ونفي المتحدث باسم حزب النور السلفي في القاهرة، الدكتور نادر بكار، وجود أي علاقة تربط الحزبين من قريب أو بعيد، مشدداً على أن حزبه (حزب النور المصري) "منشغل بالانتخابات الداخلية، والبرلمانية، ولا يفكر بفتح أي ترابط جذري مع أي جهة كانت، وأن هدفه العمل داخل مصر فقط". وشدد بكار على أن زيارة رئيس حزب النور السلفي بمصر، الدكتور عماد الدين عبد الغفور، لقطاع غزة قبل عدة أشهر "لا ترتبط بنية الحزب فتح أي فروع أو حتى دعم أي جهات لفتح أحزاب مماثلة، وأنها كانت بدعوة من حركة المجاهدين في القطاع للإطلاع على أوضاع الإخوة الفلسطينيين، وظروف الحصار الصهيوني ضدهم". وعن فرص نجاح مثل هذا النموذج من الأحزاب في قطاع غزة، قال بكار، إنه "لا يمكن الحكم على مستقبل الحزب الجديد إلا بعد مرور فترة زمنية مرتبطة بما يقدمه الحزب على واقع الأرض". وقال رئيس المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين، الشيخ ياسين الأسطل، إن هناك شخصيات طرحت عليه قضية تأسيس الحزب منذ فترة زمنية قصيرة، وأنه ابدى رفضه للفكرة ولم يوافق عليها، وأنه سمع اليوم بالموضوع مجدداً عبر وسائل الاعلام. وأضاف الاسطل، في حديث خاص ل دوت كوم، "نحن مع ما تقتضيه المصلحة الوطنية، ونحث جميع الأحزاب السياسية على الوحدة، ورص الصفوف، ونبذ تمزيق المجتمع والوطن" معتبراً أنه "لا يجوز إنشاء أي حزب بصفة دينية، وينسب ذلك إلى الدين لأننا جميعاً مسلمون، وليس هناك أي مانع شرعي أو قانوني من إنشاء حزب سياسي يراعي المصالح السياسية، والوطنية وجميع المصالح الأخرى، لكن دون التصنيف على أساس ديني أو طائفي أو عرقي" حسب قوله. وفي سياق ذي صلة، نفي العالم الأزهري وأحد علماء الدعوة السلفية بغزة، الدكتور محمد أبو جامع، أن يكون له أي علاقة بإنشاء الحزب السياسي الجديد، داعياً الفلسطينيين ل" التوحد والوقوف خلف ولي الأمر في دعم القضية الفلسطينية"، كما نفى مصدر مسؤول في جمعية بن باز الخيرية، المعروفة بانتمائها السلفي الدعوي، وجود أي صلة او علاقة له بالحزب "المنتظر اعلانه". واستبعد قيادي سلفي جهادي، أن يكون للجماعات السلفية الجهادية أي علاقة بتأسيس الحزب الذي قال انه " لا يمثل إلا أشخاصاً بعينهم، وأنهم يرفضون وجود أي حزب سياسي، وهدف وجودهم مرتبط بإقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم لشرع الله بعيداً عن السياسة". وقال أبو عبد الله المهاجر: "مثل هذه الأحزاب مدعاة للسقوط في وحل السياسة، وما تنتجه من ضرر كبير على المجتمع الإسلامي، ونحن فكرياً لا نؤمن بها وبوجودها على الإطلاق، ونحن نؤمن بإقامة دولة إسلامية قوية تطبق الحدود الشرعية". ورفض المهاجر فكرة أن تُكونَ الجماعات السلفية الجهادية أو مجموعات منها مستقبلاً جناحاً عسكرياً فاعلاً لصالح الحزب السياسي الجديد، معتبراً مثل "هذه الفكرة مرفوضة تماماً وغريبة ولا يمكن أن تكون واقعاً". وأشار القيادي السلفي الجهادي إلى أن هناك ترابطاً بين بعض الدعاة في السلفية الدعوية، وكذلك الجهادية، لكنه" مرتبط أساساً بعمل الدعوة إلى الله، بعيداً عن السياسة ومقاومة الاحتلال".