استهلت النيابة العامة مرافعتها في مُحاكمة المُتهمين في "حادث محطة مصر" بتلاوة الآية الكريمة " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا" ، و بدأت المرافعة عثقب ذلك بالتأكيد على قدم مبنى محطة مصر وتاريخه الطويل. وقالت المرافعة أنه مبنى مر على بنائه 165 عاماً، في قلب العاصمة القديمة، وهو وجهة تعكس أن مصر هي ولا خلاف منبع حضارة قديمة ومهدها، وأنها ثاني أقدم بلد امتلك سكك حديدة. ولفتت إلى أن وإذا كان العالم أجمع على أن القطارا هي الوسيلة الأمن، فإن المحطة شهدت مشهداً مروعاً ومخيفاً، فدخل في وسط الجموعة الآمنة قاطرة بلا قائد، مسرعةً بلا كابح، فحدث اصطدام و انفجار، تاركًا العُزل حيارى وهم يحاولون إسعاف من تضرروا من الجادث، وهرعت عدسات الكاميرات لمحل الواقعة للنقل لللعالم كل هذا الخطب. وأشارت النيابة إلى الظن في البداية أنه الإرهاب، قائلة في مرافعتها :"فمن غيره يقدم على عمل مثل هذا"، لتضيف بالقول إن الحقيقة سرعان ما ظهرت و أطلت، :"ويا اسفاه حينما أطلت؟"، فليس عدو له جبهة لقتاله، ولا إرهابًا نقتفى اثرة لنجثته من ارضنا الطيبة، لتؤكد :"عدونا من اسند اليه الأمر في ذلك، وحسبك ان تسند الأمر لغير اهله". ولفتت النيابة في مرافعتها إلى ان أحد المتهمين خرج على المجتمع الغاضب غير آسف، يقدم اعذاراً هزيلة، وسط وسط ابتسامات سخرية و استهزاء، غير عابئ لصنيعه وهذا الدمار الذي قدمته يداه، وأضافت النيابة :" قضية يوم هي قضية مجتمعية أدمت قلوبنا، من هول ما حدث، ومن هول ما رأيناه، ما اطلعنا عليه من إهمال الذي بسببه فقدت الأرواح ، وترملت السناء، ومات رب الأسرة و هو العائل الوحيد لأسرته". وأضافت النيابة عن ضحايا الحادث، وقالت :"هذا رجل ساعٍ على رزقه، وهذا طالبت ذاهب لجامعته، وتلك مرأة ما أخرجها من بيتها إلا طلب الرزق و العيش"، لافتة إلى صرخات من أحرقوا أحياء، واصفة المُتهمين بأنهم :"أناس غطت ضمائرهم في سبات عميق". عقدت الجلسة برئاسة المستشار الدكتور جابر المراغى وعضوية المستشارين محمد عزت وسالم عبد العليم وامانة سر احمد رضا. وكشفت تحقيقات كمال الشناوى رئيس النيابة الكلية بشمال القاهرة، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحام العام الأول للنيابة، أن المتهم علاء فتحى أبو الغار 48 سنة سائق الجرار، قام بالعبث بالمعدات والأجهزة الخاصة بالقطارات وبتسيير حركتها على الخطوط عن طريق قيامه بتعطيل أحد وسائل الأمان المزود به الجرار قيادته رقم 2302 فأفقده منفعته وهي إيقاف الجرار إثر انفلاته من المحاشرة بدون قائده كما تلاعب بمجموعة حركة ذراع العاكس مما مكنه من استخلاص ذلك الذراع من موضعه حال كونه بوضع الحركة وقد نتج عن ذلك الوفاة والإصابة.