ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن النتائج الأولية لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني لم تكن إيجابية للولايات المتحدة.. فقد صوّت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية من البلاد.. وفي طهران أعلن نظام علي خامنئي أنه لن يتقيد بعد الآن بضوابط تخصيب اليورانيوم. في الوقت نفسه خرج الملايين إلى الشوارع حدادا على سليماني مما يمنح النظام الإيراني دفعة قومية ويمهد الطريق لأعمال انتقامية محتملة. واستهلت واشنطن بوست افتتاحيتها المعنونة "إذا كان خفض التصعيد مع إيران هو الهدف فإن ترامب يعرقله بنشاط" بالقول إنه يمكن تخفيف هذه العواقب أو حتى عكسها، إذا تصرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بحكمة. واستدركت قائلة إن ما فعله حتى الآن هو العكس، إذ أصدر تهديدات طَنّانة مشيرا إلى رغبته في ارتكاب جرائم حرب وسخر خلالها من سلطات الكونجرس. وقالت الصحيفة الأمريكية "إذا كان خفض التصعيد هدف الإدارة فعلا كما يصر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فإن الرئيس لا يدخر جهدا في عرقلته". وأشارت الصحيفة إلى أن ردود فعل طهران الأولية على قتل أقوى شخصية عسكرية فيها بدت معتدلة بحذر.. إذ قال النظام الإيراني خلال إعلانها أنه سيخصب اليورانيوم بدون قيود، وإنه يمكن أن يعود إلى التزاماته إذا رفعت الولاياتالمتحدة العقوبات.. وحتى الآن لم تقطع إيران العلاقات مع مفتشي الأممالمتحدة الذين يراقبون أنشطتها النووية، مما يعني أن كل ما تفعله سيكون خاضعا للفحص. وبالمثل لم يكن تصويت البرلمان العراقي على "طرد خمسة آلاف جندي أمريكي" من البلاد ملزما للحكومة، ولم يشارك المشرعون السنة والأكراد الذين قد يعارضون انسحاب القوات الأمريكية في هذا التصويت. وأفادت الصحيفة بأنه على الرغم من أن الحفاظ على وضع الولاياتالمتحدة في العراق يتطلب دبلوماسية ماهرة، إلا أن رد ترامب على التصويت البرلماني تضمن تهديدا صارما "بفرض عقوبات شديدة" على العراق إذا "فعلوا أي شيء نعتقد أنه غير مناسب. واختتمت الصحيفة بالقول إن السبيل لتجنب دخول الولاياتالمتحدة في حرب شاملة مع إيران وعودة طهران إلى مسارها الخطير نحو تخصيب اليورانيوم يتمثل في العمل مع حلفاء ووسطاء آخرين للتوصل إلى حل دبلوماسي لإيران، قبل أن يصبح الانزلاق نحو الحرب لا رجعة فيه.