قالت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية إن تنظيم القاعدة يسعى للعودة مرة أخرى لتثبيت جذوره في العالم العربي بعد أن قارب على الانتهاء، ولكن تحت اسم جديد وهو "انصار الشريعة"، حيث أطلقت العديد من المجموعات المسلحة الجديدة من اليمن وحتى شمال أفريقيا على نفسها ذلك الاسم، في مؤشر على تغيير فكر المتشددين بعد ثورات الربيع العربي. وأضافت الصحيفة أن عناصر القاعدة الذين شاهدوا أن الاسم أصبح لا يصلح منذ ثورات الربيع العربي، وبعض المتطرفين الذين يسعون لفرض نظام حكم ديني صارم على المنطقة يطلقون جميعا على أنفسهم اسم "أنصار الشريعة الإسلامية"، ذلك الاسم الذي اتخذته العديد من الجماعات من اليمن وحتى شمال أفريقيا ويبدو أحدث مظاهر الإسلام الراديكالي بعد تغيير نظام الشرق أوسطي. وتابعت: إن التسمية اكتسبت اهتماما كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة بعدما أنحي باللائمة على مجموعة تكلق على نفسها هذا الاسم في ليبيا بالمسئولية عن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، التي خلفت أربعة موظفين قتلى بما فيهم السفير، كما ظهرت جماعة أنصار الشريعة أيضا في اليمن وفي تونس على مدى العامين الماضيين مع موجة من الثورات تنتشر في المنطقة، وشوهدت أيضا لافتات تدعي الولاء للاسم في مصر خلال ثورة يناير. وأوضحت الصحيفة إن تلك الجماعات تبعث على القلق خاصة أنهم يشكلون تحديا للسلطات الانتقالية الهشة، بما في ذلك الحكومات الاسلامية المعتدلة الجديدة، ونقلت الصحيفة عن عمر عاشور، الخبير في الحركات الإسلامية بجامعة اكستر قوله: إن" الاسم يؤكد دعم الشريعة الإسلامية وتطبيقها احتمال قائم". ووصف بعض المراقبين أن "أنصار الشريعة" هو الاسم الجديد للقاعدة وتسعى لاستعادة العقول والقلوب بعد أن غابت الشبكة خلال الاحتجاجات الشعبية ضد الحكم الاستبدادي، ولكن في حين يعتقد أنصار الشريعة في اليمن تم إنشاؤها من قبل تنظيم القاعدة، فإن الجماعات في شمال أفريقيا لا يبدو أنها على اتصال مباشر مع منظمة جهادية، أو لديها نفس جدول أعمال القاعدة في الجهاد العالمي. وأوضح عاشور أن" الجماعات الناشئة ليست جزءا من شبكة أوسع ولكن يمكن أن تتطور علاقتها تنظيميا... وإن اشتراك الفكر السلفي في هذه الجماعات جعلتهم يطالبون بتغييرات لجعل النظم القانونية تتفق مع الشريعة الإسلامية".