الجمهور أم النقاد، أفلام كثيرة يتم تصنيفها على هذا الأساس هل هي أفلام مخصصة لعامة الجمهور أم هي أفلام مخصصة للنخبة فقط فنجد بناءً على هذا المفهوم جدل كبير حول بعض الأفلام التي انبهر بها الجمهور وحصل الفيلم على إيرادات عالية بينما يرى النقاد أنها دون المستوى. كما نجد العكس أفلام رشحها النقاد وقضوا ساعات في كتابة مقالات نقدية لبيان عناصر الجمال بها وعظمة صناعها بينما نجد أن الجمهور ترك قاعة العرض بعد نصف ساعة. وفي هذا التقرير نرصد لكم بعض أفلام هذا العام العربية والأجنبية التي أحدثت حالة من الجدل بين الجمهور والنقاد. الفيل الأزرق الجزء الثاني يعد الجزء الثاني من فيلم الفيل الأزرق من أكثر الأفلام إثارة للجدل بين الجمهور والنقاد، حيث حصل على إشادات جماهيرية كبيرة وتجاوزت إيراداته ال 100 مليون جنيه، كما حصل على تقييم عالي على عدد من المواقع التي ترصد آراء الجمهور وبلغت النسبة في أحيان كثيرة 8/10، لكن هل النقاد كان لهم نفس الرأي أم كان لهم رأي أخر ؟. وبنظرة سريعة لحسابات النقاد على مواقع التواصل الإجتماعي بعد عرض الفيلم نجد أن أغلب الأراء سلبية، حيث ذكر الناقد السينمائي محمود مهدي عبر برنامجه " فيلم جامد " إن فيلم الفيل الأزرق جاء محبط على الرغم من المؤثرات البصرية والموسيقي التصويرية التي جاءت مبهرة ومتفوقة عن الجزء الأول فالتجربة البصرية الرائعة لا تكفي أبدًا لصناعة فيلم رائع وعلى الرغم من ذلك قيم الفيلم ب6.5/10. أما الناقد محمد عوض الشهير بأنيس أفندي فلقد ذكر أوجه الضعف في الفيلم والتى عبر عنها من خلال مقاله قائلًا: إن مشاهد الجزء الثاني هو تكرار للجزء الأول فلم يوضح الفيلم سبب الفتور الذي أصاب علاقة يحيي ولبنى، وكذلك عدم معرفة سبب معاناه شريف ( خالد الصاوي ) من نفس الأزمة التي عاناها في الجزء الأول ولا نعرف سبب انقطاع العلاقة بينه وبين يحيي ولبنى. وعبر أنيس أفندي عن رأيه في الفيلم قائلًا " في الجزء الثاني من فيلم الفيل الأزرق، انصب تركيز مراد وحامد على عالم الفيلم السحري، وعلى زيادة جرعة التشويق والغموض واللهاث وراء إلتواءة الحبكة ظنًّا منهم أنهم بذلك يبلغون مقصدهم ومقصد المشاهد. ربما يكون ذلك كافيًا بالنسبة لمراهق التسعينيات متواضع الخبرة والثقافة السينمائية، ولكن جيل الإنترنت الذي يملك القدرة على الاطلاع على جديد السينما العالمية أولًا بأول، وتغذية خبرته البصرية والقصصية بمختلف الألوان والأنواع الفيلمية بالطبع لن يرضى بهذه الوجبة غير المتكاملة. وعلى عكس رأي الناقد محمود مهدي وعدد ليس بالقليل من الجمهور رأي أنيس أفندي أن الزخم الشديد في الموسيقي التصويرية والمؤثرات البصرية جاءت لاستعراض العضلات بلا أي طائل درامي، كذلك عبر عن استياءه من إعادة تكرار بعض المشاهد عن طريق الفلاش باك والتى يعلمها المشاهد ومواصلة سرد نفس الحبكة ونفس الموضوع مرة أخرى في الجزء الثاني. وهناك العديد من المقالات النقدية التي انتقدت فيلم الفيل الأزرق ولكن لا يكفي هذا التقرير لرصد كل ما كتبه النقاد سواءً من مقالات أو آراء على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي. فيلم خيال مآتة انتظر عدد لا بأس به من الجمهور ظهور أحمد حلمي مرة أخرى على الشاشة الكبيرة وبنى آمال على فيلمه الجديد الذي بالنظرة الأولى لأسماء صناعة يمكنك التنبأ بأنه سيجتاح السوق فالجمهور متعطش للكوميديا التي يقدمها حلمي وأسم كل من خالد مرعي كمخرج وعبد الرحيم كمال كمؤلف كافيان لرفع سقف التوقعات لأقصاه. وتم طرح الفيلم في دور العرض وانقسم الجمهور بين مؤيد له وبين من خيب الفيلم آمالهم فحصل الفيلم على تقييم 5.6/10، وبنظرة سريعة على أراء الجمهور على مواقع التواصل الإجتماعي نجد إن عدد لا بأس به راض عن الفيلم أما النقاد فكان لهم رأي آخر. وعبر الناقد أندرو محسن عن رأيه في الفيلم من خلال برنامجه أستوديو أندرو مؤكداً أن الفيلم أغلبه علامات أستفهام بدون إجابات، كذلك عبر عن أستياءه من استغلال مدة زمنية طويلة لحبكة فرعية ليست هي الأهم على الرغم من تنفيذها بشكل جيد. وتحدث أندرو أيضًا عن عدد الشخصيات الكبير داخل الفيلم وعدم توظيفهم بشكل جيد وأشاد بالتمثيل المتقن لحلمي، أما الناقد محمود المهدي فعبر أيضًا عن أستياءه قائلاً: "الفيلم مش نافع على كل المستويات لا فيلم سرقات ولا دراما عائلية ولا كوميديا رومانسية ولا كوميديا من أي نوع " فهو الفيلم الأقل في مستوى الكوميديا بين كل أفلام حلمي. فيلم The Irishman على عكس المثالين السابقين جاء فيلم irishman أو الأيرلندي مخيب لآمال الجمهور رغم إشادة النقاد به، وتم اختياره ليكون فيلم افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 41 وهو بالطبع أمر يشير إلي مدى أهمية الفيلم فهو من إخراج واحد من أهم مخرجي العالم مارتن سكورسيزي، وبطولة روبرت دي نيرو وال باتشينو. وتغزل عدد لا بأس به من النقاد العرب والأجانب في فيلم الأيرلندي ووصل الأمر إلي قيام البعض بوصف الفيلم بأنه أفضل ما قدمه سكورسيزي في تاريخه، وقيمه النقاد على موقع rotten tomatoes ب 8.85/10، لكن بالنظر إلى مواقع التواصل الإجتماعي نجد تباين شديد في آراء الجمهور فهناك من وافقوا النقاد علي ووصفه بالتحفة الفنية وهناك من ترك الفيلم من منتصفه ولم يستطع استكمال مشاهدته بسبب الملل وطول الفيلم حيث تصل مدة عرضه إلي 3 ساعات ونصف. وذكر بيان من نيلسن ميديا ريسيرش إن 18% فقط هم من استكملوا مشاهدة الفيلم حتى النهاية من أصل26.4 مليون شخص شاهدوه على منصة نتفليكس وفقًا لموقع مجلة Variety.