شرع الله لنا العبادات والطاعات وحبب الينا المحبة والتراحم والتسامح والصحبة واحترام الاخرين ونهنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن السخرية من الناس والاستهزاء بالناس وقال اهل العلم (إن السخرية تنافي ما يوجبه الحق، وهي ظلم قبيح من الإنسان لأخيه الإنسان، وعدوان على كرامته، وإيذاء لنفسه وقلبه، ومن آثارها أنها تقطع الروابط الاجتماعية القائمة على الأخوة والتواد والتراحم، وتبذر بذور العداوة والبغضاء، وتولد الرغبة بالانتقام، ثم أعمال الانتقام، ما استطاع المظلوم بها إلى ذلك سبيلًا) . وقال ابن عباس في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] (الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك بحالة الاستهزاء) . قال ابن النحاس: (واعلم أنَّ معنى السخرية والاستحقار والاستهانة، والتنبيه على العيوب والنقايص على من يضحك منه، وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالإشارة والإيماء، وقد يكون بالضحك؛ كأن يضحك على كلامه إذا تخبط فيه أو غلط، أو على صنعته، أو قبح في صورته ونحو ذلك) . وعن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا)) ويشير إلى صدره ثلاث مرات ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه. وكذلك العلماء والسلف نبهوا وشددوا في النهي عن السخرية: و منهم القرطبي، فقد قال: (من لقب أخاه أو سخر منه فهو فاسق). و السخرية (التي هي الاستهانة والتحقير، والتنبيه على العيوب والنقائص، على وجه يضحك منه، والذي قد يكون بالمحاكاة في القول والفعل، أو يكون بالإشارة والإيماء.). ومُحرَّمة في الشرع وقد نهى عنها الله تعالى في القرآن وصرح بذلك في قوله جل جلاله (في سورة الحجرات): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .