تحت عنوان "سياسة مرسي الخارجية تتحدى المتشككين" بدأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية مقالها في الدفاع عن أول رئيس مصري منتخب "محمد مرسي"، وقالت إنه بعد ان كان ينظر إليه باعتباره رجلا ضعيفا سيقود أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان إلى طريق الضياع، إلا أنه نجح في تحدي هؤلاء المتشككين. وقالت الصيحفة إنه كان من المنطقي أن يسخر الجميع من أي رئيس يحمل عبء هذه الدولة قبل انتخابات الرئاسة، حيث إنه لم يكن أحد يعرف أين ستتجه مصر، وهل سيدوم الحكم العسكري للبلاد إلى أجل غير مسمى، حتى أنه كان غير معلوم التوصيف الوظيفي للرئيس القادم، ولكن في أقل من ثلاثة أشهر من تنصيب مرسي رئيسا، تحدى مرسي بشكل جدي هؤلاء المتشككين. وبعد أن كان ينظر إليه باعتباره مرشحا ضعيفا، وأنه كان خيارا ثانيا لجماعة الإخوان المسلمين الطموحة التي كان ينتمي إليها، لكنه أعلن نفسه رئيسا قويا، ودفع جانبا كبار الجنرالات في الجيش ورفع معنويات الشعب المصري ووعد بتحقيق دور أكثر حزما في السياسة الخارجية وبدأ فعليا في تحقيق ذلك. ولكن، رأت الصحيفة أن الاختبار الحقيقي لمرسي هو تصحيح الاقتصاد المصري المتعثر من خلال مشروع طويل الأمد وصعبة للغاية، لكن في الوقت نفسه بدأ التفاؤل يدخل نفوس المصريين من خلال حركاته على الساحة الدولية. وفي فترة حكم مبارك، كان المصريين يشعرون بخيبة أمل وزيادة الشعور بفقدان هيبة الدولة التي كانت دائما زعيم العالم العربي، ولكن في الفترة الأخيرة، كان ينظر إليها باعتبارها تابعًا للولايات المتحدة أكثر من اللازم، والأسوأ من ذلك، أنه كان يبدو أن حكومته كانت راضية عن هذا الوضع، بحجة أن مصر يجب أن يكون دورها انتقائيا وليس دورا مهيمنا في السياسة الشرق الأوسط. وتساءلت الصحيفة هل مرسي رسم الآن مسارا مختلفا جذريا لمصر؟ وجاءت الإجابة بانه ربما يكون ذلك صحيحا، حيث إن الآن، يحاول الرئيس إرضاء جميع، حيث إنه يعمل على تحقيق التوازن في التعاملات الخارجية ولكن دون أن يعرض العلاقات الأكثر أهمية إلى الخطر، وخاصة مع الولاياتالمتحدة. وتابعت الصحيفة قائلة: على الرغم من السياسة العدائية المعروفة من جانب جماعة الإخوان المسلمين لإسرائيل ومطالبتها مرارا وتكرارا بإلغاء معاهدة السلام، إلا أن الإسلاميين يشعرون بنوع من الارتياح بالصبر الذي يتحلى مرسي وعدم اندفاعه في تغيير الساسة. وأشادت الصحيفة بالخطوات التي يقوم بها مرسي بعناية لتجنب الجدل، ورأت أن زيارته لاستعادة العلاقات من إيرن خطوة إيجابية، وكان مرسي قد زار المملكة العربية السعودية، الذي كان يعد دعمها المالي للاقتصاد المصري أمرا بالغ الأهمية. وعلى الرغم من أن مرسي اختار بكين لزيارتها قبل واشنطن، إلا أنه وازن بين ذلك من خلال استضافة وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في القاهرة، وعلاوة على ذلك، في نهاية الأسبوع الماضي، اجتمع مرسي مع وفد كبير من رجال الأعمال الأمريكيين، ونال كلمات مشجعة من "نايدز توماس"، نائب وزير الخارجية الأمريكي، الذي أعلن أعجابه بالرئيس وأعرب عن رؤيته المتفائلة لمصر. فمن غير المرجح اليوم أن مرسي يعرف بالضبط أين يريد أن يأخذ مصر، وستظل الخلافات الداخلية الأولوية بالنسبة له على أي حال، ولكن نظرا للتوازن الذكي إلى حد ما الذي حققه في شهوره القليلة الأولى فإن ذلك أعطاه الفرصة لالتقاط الأنفاس. ويقول "عز الدين فيشر"، دبلوماسي مصري سابق، إن مرسي حتى الآن قدم إشارات، وليس أعمالا، وتلك الإشارات تنم عن دور أكثر نشاطا ومختلفا قليلا عما اعتدنا على رؤيته، وأنها يمكن أن تكون إشارات فقط أو يمكن أن تتبعه إجراءات". وعلى سبيل المثال، دفع مصر بجدية من أجل الوصول إلى حل لأزمة سوريا من خلال اللجنة الرباعية التي اقترحها مرسي والتي تتألف من مصر والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا. وكيف أن العلاقات بين مصر والصين تتطور بعد هذه الزيارة؟