ناقش عدد من المطورين العقاريين والمهندسين الاستشاريين والمصممين العقاريين آليات تطبيق مفهوم التنمية المستدامة فى تنفيذ المشروعات العقارية الخاصة بالمطورين وتنفيذ المدن الجديدة من قبل الدولة، وكذلك أبرز التحديات التى تواجه تطبيق هذا المفهوم. وخلص النقاش إلى ضرورة أن يكون توجها عاما من قبل الدولة تقوم به فى المدن الجديدة وتفرضه فيما بعد على المطورين العقاريين بالإضافة إلى توعية العملاء بأهمية العمارة الخضراء وتأثيرها على تكلفة الصيانة على المدى البعيد والحفاظ على القيمة الاستثمارية للمشروع. قال الدكتور محمد عبدالغنى رئيس مجلس إدارة مكتب ECB للهندسة والاستشارات، إن مصر تأخرت كثيرا فى اللحاق بركب الاستدامة والعمارة الخضراء وهو موضوع شديد الأهمية خصوصا فى ظل النهضة العمرانية الحالية التى تشهدها مصر. وأضاف، أن الاستدامة البيئية والهندسية تهدف بشكل كبير إلى المحافظة على قيمة العقار وهو الفكر الذى يتبناه المطورون والشركات العقارية فى الفترة الحالية والتى تحافظ على قيمة العقار وتضمن تنافسيته بالخارج. من جهته قال المهندس طارق شكري، رئيس غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات المصرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة عربية القابضة، إن التنمية المستدامة فى مصر قائمة على عدة أفكار نظرية ولكن محاولة التطبيق على أرض الواقع تتطلب مزيدا من الاستثمارات من قبل المطورين. أوضح أن تقييم العميل الأجنبى للوحدة المنفذة وفقا لمفهوم التنمية المستدامة أكبر من العميل المحلي، كما أن الدولة لابد أن يكون لها إرادة سياسية قوية تلزم السوق بتنفيذ مشروعاته وفق مفهوم التنمية المستدامة. من ناحيته يرى بشير مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة فرست جروب للاستثمار العقاري، أن مفهوم التنمية المستدامة مختلف تماما عما تظنه الأغلبية بأنه مبنى به شجيرات خضراء، فهو يتضمن العديد من المحاور والتفاصيل الفنية فى تنفيذ المشروع والتى تضمن إعادة استخدام العديد من الموارد وتقليل المهدر من الطاقة فى هذه المشروعات. وطالب بضرورة تغيير وتوعية العقلية المصرية والعودة لتصميمات عقارية سابقة تمكن من تقليل استهلاك الكهرباء وهو ما يسمح بتقليل التكلفة. وقال المهندس رائف فهمي، مؤسس رائف فهمى معماريون، إن فكرة الاستدامة لها عدة محاور اقتصادية واجتماعية ومادية وبيئية مرتبطة ببعضها البعض، كما أن تطور الاحتياجات البشرية يدفع لمزيد من الاعتماد على عنصر الاستدامة، لافتا إلى أن المطور يحتاج لتنفيذ مشروع مربح اقتصاديا ليتمكن من التوسع فى تنفيذ مشروعات أخرى. وقال المهندس أحمد العتال، رئيس مجلس إدارة شركة العتال هولدينج، وعضو غرفة التطوير العقارى باتحاد الصناعات، إن الاستدامة بدأت فى مصر منذ عهد الفراعنة وتنفيذ الأهرامات وفق نظام مدروس يعكس حضارة متقدمة خلال هذا الوقت تم من خلالها تنفيذ عمارة بشكل من أشكال الاستدامة لا يزال قائما حتى الآن. أضاف أن مصر رقم 87 من إجمالى 150 دولة فى مؤشر استدامة الدول، مؤكدا أن دورنا كأفراد قبل أن نكون مطورين الحفاظ على الطاقة بكافة أشكالها. وذكر المهندس أحمد سليم، رئيس مجلس إدارة شركة كايرو كابيتال للتطوير العقاري، ورئيس شركة بريكزى لإدارة المشروعات، أن تطبيق مفهوم الاستدامة فى المشروعات السكنية وإقناع العميل بهذه الفكرة سيكون صعبا مقارنة بالعميل المستثمر فى الوحدة التجارية والإدارية والتى يستثمر فيها العميل ويسعى للحفاظ على قيمتها الاستثمارية لأطول فترة ممكنة. وأضاف أن التصدير يجبر على التوجه للاستدامة وتنفيذ الشقق الفندقية والتى يتم إدارتها بعلامات تجارية فندقية وتحقق مفهوم الوحدة وفى نفس الوقت الإدارة الفندقية لها.