أكد مجلس الأمن الدولي أن دولتي السودان وجنوب السودان، أقرب ما يكونان للتوصل إلى سلام دائم، وذلك في أعقاب تقديم كل من رئيس إدارة حفظ السلام في الأممالمتحدة جان بيير لاكروا، والمبعوث الخاص لمنطقة القرن الأفريقي بارفيه أونانغا - أنيانغا، إحاطة أمام المجلس حول التطورات المتعلقة بالعملية السياسية بين السودان وجنوب السودان، وتفويض قوة الأممالمتحدة المؤقتة في أبيي (يونيسفا) والدعم المقدم لآلية الأممالمتحدة لمراقبة الحدود المشتركة. ونقلت الأممالمتحدة - عبر موقعها الإلكتروني - عن لاكروا إشادته باستمرار الشراكة بين السودان ودولة جنوب السودان، والتي تتزامن مع التغييرات الحاصلة في الخرطوم، مشيرا إلى أن ذلك "يقدّم فرصة مميزة للمضي قدما في العملية السياسية بشأن القضايا المتعلقة بالحدود". وقال لاكروا: "لدينا بعض الإجراءات الإيجابية فيما يتعلق بالترتيبات على الحدود، وقد أعاد السودان ودولة الجنوب تأكيد التزامهما بتنفيذ اتفاق 27 سبتمبر 2012، وسحب القوات من المنطقة الآمنة منزوعة السلاح وإنشاء ممرات عبور على الحدود وإعادة فتح نهر النيل بين مدينتي كوستي والرنك". وأضاف لاكروا أن "هذه التطورات الإيجابية لم تسفر بعد عن التوصل إلى تسوية للحل النهائي في أبيي، ولم يحصل أي لقاء للجنة الخاصة بأبيي منذ نوفمبر 2017، ولم يُحرز أي تقدم بعد في مجال إقامة مؤسسات حكومية مشتركة ومن بينها الشرطة والمحكمة والسجون"، معربا عن قلقه بسبب أن "الوضع الأمني في أبيي هش، وثمة تصاعد في الجريمة ووجود عناصر مسلحة بشكل عشوائي في الشوارع". وفيما يتعلق بآلية الأممالمتحدة لمراقبة الحدود المشتركة، قال لاكروا إن هذه المؤسسة تضطلع بدور مهم كمراقب يقوم ببناء الثقة بين الأطراف. وقدّم لاكروا لمجلس الأمن خيارين: الأول الالتزام بتخفيض عدد القوات كما نص القرار 2469 لعام 2019، والآخر إرجاء المرحلة الثانية من تخفيض عدد القوات (وعددهم 295) حتى أبريل 2020، لافتا إلى أنه يفضل الخيار الثاني، لأنه يمنح "يونيسفا" القوة الكافية التي ستساعدها في إتمام مهمتها. وحث الطرفين على مواصلة الحوار المباشر للتوصل إلى قضايا الحل النهائي بالنسبة لأبيي والحدود، قائلا: "نحن أمام فرصة غير مسبوقة لحل القضايا المتعلقة بالحدود بين السودان وجنوب السودان، ولم تقترب الدولتان قبل الآن من التوصل إلى سلام دائم بين بعضهما البعض من جهة والمعارضة المسلحة من جهة أخرى". من جانبه، أرجع المبعوث الخاص لمنطقة القرن الإفريقي، بارفيه أونانغا-أنيانغا، هذا التقدم إلى التغيير الذي طرأ على حكومة السودان، مما وفر زخما لهذا التطور الإيجابي. وقال المبعوث الخاص، في إحاطته أمام مجلس الأمن، "الطرفان يرغبان في بدء فصل جديد من العلاقات وتأمين سلام في جميع أنحاء السودان، كما أن القادة الجدد في الخرطوم شجعوا رئيس جنوب السودان سلفا كير على تكثيف جهود الوساطة بين الحكومة في الخرطوم والمجموعات المسلحة المعارضة، ومنذ ذلك الوقت والرئيس سيلفا كير يبذل الجهود في هذا المضمار". ورحبت دول في مجلس الأمن بسير العملية السياسية والتطورات الإيجابية، حيث أعربت ألمانيا عن دعم تمديد ولاية "يونيسفا"، وبدورها قالت الولاياتالمتحدة إن القلق يساورها بشأن عرقلة عمل "يونيسفا"، ودعت إلى محاربة الجريمة والخطف والاعتداءات المتكررة على القوات، وطالبت بمنح دور أكبر للنساء في العملية السياسية.