أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي في مصر عاملًا مؤثرًا وفاعلًا في مختلف القضايا، إذ أنه بإمكانها في الوقت الحالي أن تحول أي موضوع او قضية إلى موضوع رأي عام، من خلال الوسوم "الهاشتاجات" التي تصبح الأكثر تداولًا بين جميع الفئات. وتحولت قضية مقتل الشاب محمود البنا المعروف إعلاميًا بإسم شهم المنوفية إلى قضية رأي عام، حيث تعاطف معه جموع الشعب المصري، مطالبين بإعدام قاتله وهو شاب في نفس عمره تقريبا ويُدعى محمد راجح. ورغم أن مقتل راجح مر عليه أكثر من 10 أيام، إلا أنه لا يزال "تريند" في مصر وعلى السوشيال ميديا، إذ يواصل رواد موقع التواصل الإجتماعي النشر عن قضية قتل البنا، من خلال سرد تفاصيلها والغدر الذي تعرض له بسبب موقف رجولي ودفاعه عن فتاة، وذلك من خلال الهاشتاج الذي لم يتوقف يوميًا منذ رحيله. وتعددت الهاشتاجات في هذه القضية، لكن مضمونها واحد ومنها مثلًا " محمود البنا مات إعدام راجح فين، إعدام راجح، حق البنا راجع، فين حق محمود البنا، ومحمود البنا". موقف السوشيال ميديا والتريند في هذه القضية كان إيجابيًا ومطالبًا بالعدل والقصاص، إلا أنه كما للشئ إيجابياته فقد يكون له بعض السلبيات، ولعل أبرز سلبيات التريندات الأكثر تداولًا انها قد تكون موجهة لخدمة أهداف بعض الأشخاص أو الأماكن أو الجهات. ومن المعلوم أن الوسوم الأكثر تداولا بين جموع المصريين ليست دائمًا معبرة عن توجهاتهم وأرائهم، ولكنها قد تكون منتشرة بهذا الشكل الكبير وعلى نطاق واسع من خلال اللجان الإلكترونية، التي يدفعها البعض لإطلاق هاشتاج معين، واستمرار النشر تحته لتحقيق أهدافه ومصالحه ليتحول الأمر إلى بيزنس وليس تعبيرًا عن الرأي في قضية ما.