رأى الكاتب الإسرائيلى "زئيف جابوتنسكي" فى مقاله المنشور اليوم الاربعاء بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن مصر دائماً تحضر المفاجآت للدولة العبرية، مطالباً حكومته الاستعداد لكافة السيناريوهات والمفاجآت بما في ذلك التصعيد مع إسرائيل. وأشار الكاتب إلى أن آخر المفاجآت التي قدمتها مصر في الأسبوع الماضي، هي اقالة الرئيس "محمد مرسي" كل القيادات الأمنية المصرية، وعلى رأسها "المشير طنطاوي"، الذي اعتبره الجميع حتى وقت قريب الرجل الأقوى بمصر. وأضاف الكاتب أن هذه ليست المرة الأولى التي يفاجئ فيها المصريون إسرائيل، فقد نجحوا في مفاجئة جيش إسرائيل استراتيجياً في أكتوبر 1973 بسبب تقديرات ورؤى خاطئة لوزير الدفاع الإسرائيلي في حينه موشيه ديان بأن المصريين ليس لديهم فرصة لشن حرب أو أن حرباً كهذه لن تكون في مصلحتها. مشيراً إلى أن نفس الرؤية الخاطئة تحوم في الأفق الآن، والتي قد تنفجر في وجه إسرائيل الغارقة في الوهم القائل بأن من مصلحة مصر الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل بسبب المعونة الأمريكية، متجاهلين التصريحات المعلنة للقيادة الجديدة بمصر التي لا تتماشى مع الرؤية القاضية بأن اتفاق السلام مع إسرائيل مصلحة مصرية. وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" فاجأ الخبراء والمحللين في عام 1955 بعقد صفقة سلاح مع التشيك نقلت مصر من التأثير الغربي إلى التأثير السوفيتي، وحصل على أثرها على سلاح روسي غَيَّر ميزان التسلح بالمنطقة في غير تصالح إسرائيل، فضلاً عن تمويل بناء السد العالي الذي أفقد الولاياتالمتحدة نفوذها وخلص مصر من التبعية لأمريكا. وأضاف الكاتب أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين يريد إقامة قواعد عسكرية في الشرق الأوسط مثل القاعدة التي من المتوقع أن يفقدها في طرطوس السورية بعد سقوط الأسد، متوقعاً أن يكون هناك اتصالات سرية بين الرئيس بوتين والرئيس محمد مرسي الآن للقيام بانقلاب مماثل لما فعله الرئيس الراحل عبد الناصر. وتابع الكاتب الإسرائيلي بأنه يتعين على إسرائيل الاستعداد إلى احتمال إقدام الرئيس مرسي على تنفيذ ما تعبر عنه حركته "الإخوان المسلمين" فيما يتعلق بالدخول في مواجهة مسلحة مع إسرائيل بعد تمهيد الأرض لذلك، مشيراً إلى أنه رغم أن احتمالاً كهذا قد يستغرق وقتاً إلا أن إسرائيل يجب أن تصحى من غفوتها وألا تقع أسيرة الأوهام الوردية والرؤى الخاطئة لكيلا تفاجئها مصر مرة أخرى.