رأت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية أن الهجوم الذي شنه مسلحون ملثمون على القوات المصرية أمس الأحد عند أحد نقاط التفتيش على طول الحدود المصرية مع غزة وإسرائيل في أول هجوم من نوعه على القوات المصرية حيث أسفر عن مقتل 16 جنديا مصريا يثير أزمة علاقات بين الأطراف الثلاثة مصر وغزة وإسرائيل. وقالت الصحيفة إن مصر اتهمت بشكل واضح الجماعات الإسلامية المتشددة من قطاع غزة ومن سيناء المصرية المضطربة أمنيًا، مؤكدة أنه تم تنفيذ الهجوم بشكل منسق بين الفلسطنيين الذين دخلوا من قطاع غزة والمصريين المتواجدين في سيناء، حيث وقع الهجوم قرب غروب الشمس في بلدة على الحدود المصرية في رفح عندما كانت القوات تتناول وجبة الإفطار خلال أحد أيام شهر رمضان الجاري. وذكرت الصحيفة نقلًا عن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم كان جزءا من مخطط لإختطاف جندي إسرائيلي بعد أن استولى المسلحون على مركبتين من القوات المصرية، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية أحبطت الهجوم في رسالة واضحة إلى مصر بضرورة فرض نطام أمني صارم في سيناء ومنع كافة أشكال الإرهاب في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن هذا الهجوم يشكل اختبارا حقيقيا للرئيس المصري الجديد "محمد مرسي" الذي قال في بيان له "أؤلئك الذين نفذوا هذه الجريمة سيدفعون الثمن باهظا وأن هذا الهجوم لن ينسى دون رد" بعد اجتماع طارئ مع القيادات العسكرية والأمنية في أعقاب الهجوم. وفي بيان لها أمس، حثت جماعة الإخوان المسلمين السلطات المصرية على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة هذا التحدي الخطير لسيادة مصر وحماية سيناء من الجماعات المتطرفة بعد أن شهدت واحدة من الهجمات الأكثر دموية ضد القوات المسلحة المصرية مما يؤكد تزايد انعدام الأمن والقانون في الأراضي المصرية حين أصبحت القوات المصرية هدفا للمتشددين. ولفتت الصحيفة أن هذا الهجوم تسبب في توتر العلاقات بين مصر والفلسطنيين حيث تم إغلاق معبر رفح الذي لا يخضع للسيطرة الإسرائيلية المباشرة بين مصر وقطاع غزة إلى أجل غير مسمى. وفي السياق ذاته، نددت حماس في بيان لها نشر على الموقع الإلكتروني بالجريمة البشعة التي ارتكبت امس ضد قوات حرس الحدود المصرية وأرسلت تعازيها لأسر الضحايا وإلى الرئيس المصري وحكومته. وأشارت الصحيفة إلى تفاقم سوء العلاقات التي دائما ما كانت باردة بين مصر وإسرائيل فمنذ الإطاحة بالرئيس السابق "حسني مبارك" وصعود الإسلاميين إلى سدة الحكم وإسرائيل تعرب عن قلقها في إمكانية تدهور العلاقات وهو ما جعلها تسمح لمصر لإرسال المزيد من القوات إلى سيناء بسبب الفراغ الأمني هناك والذي أسفر عن اشتباكات عديدة طوال العام الماضي بين المتطرفين والقوات الإسرائيلية على طول الحدود بين البلدين.