أمام الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الجديد فرصة نادرة , أن يسطر لنفسه وبلده المجد, وأن يقود حكومته الي خدمة 90 مليون مصري, يحتاجون الي من يأخذ بأيديهم إلي بر الامان والتقدم , كل المصريين ينظرون الي الحكومة الجديدة , بأنها إما حكومة النجاة أو الغرق!, وعلي قنديل أن يدرك ذلك ويتأكد أن القدر جاء به الي مقعد رئيس وزراء مصر ليس لخدمة تيار معين او اتجاه معين, بل انه مسئول امام الله ثم أمام كل مصري يطلب الستر والرفعة والكرامة , ياقنديل امامك فرص النجاح تنادي عليك, فلا تتركها, صغر سنك وصحتك وعلمك وخبرتك والطاقم الذي معك ورئيس الجمهورية الذي جاء بك, الي جانب شعب عظيم اسمه شعب مصر , كل ذلك عوامل نجاح وأدوات تصنع المعجزات, الآن عليك يا قنديل التحرك فورا . وأن يترك مكتبه المكيف , وينزل الي الشارع بين الناس, يتواجد في اماكن الازمات , وما المانع أن يخصص جزءا من وقته لزيارة المحافظات واتخاز القرارات التنفيذية من مواقع الاحداث, وأري أن علي قنديل ان ينتبه الي الحاشية التي حوله في مجلس الوزراء, والتي يدب فيها الفساد, وانتبه رئيس الوزراء ان الحاشية واقصد بها المراسم والامن ومكتب الامين العام ومكتب رئيس الوزراء, والمكتب الإعلامي, كل هؤلاء لم يطرأ عليهم أي تغيير , وهم من بقايا النظام السابق, ومعظمهم إن لم يكن كلهم من بقايا مطاريد الفلول, واقول أن تلك الحاشية التي تسير في نظام عفي عليه الزمن, ولم يعد يصلح بعد الثورة, هؤلاء يجيدون فن التطبيق, وهندسة النفاق ليس حبا في القادم بقدر الاحتفاظ بالمزايا المادية والسلائب وغيرها من الاستثناءات وكل ذلك يقع تحت بند «التهليب», ونتج عن ذلك نكبة رؤساء الوزارء السابقين, بل ازيد علي ذلك وأقول أن سيطرتهم علي اي رئيس وزراء, وابعاده عن الناس, وعزله عن المجتمع, وإيهامه أنه في خطر إذا خرج من مكتبه, وأن نزوله الي الشارع ومقابلة الناس رجس من عمل الشيطان, عجل برحيل رؤساء الوزراء الذين وقعوا في قبضتهم, هؤلاء مطلوب ازالتهم فورا وتطهير المجلس من أمثالهم, أكرر ان هؤلاء اسقطوا العديد من رؤساء الحكومات سواء قبل الثورة أم بعدها, ولم يعد لهم مكان, يارئيس الوزراء الثورة لم تصل الي ديوان مجلس الوزارء بعد. يارئيس الوزراء, أنت تحتاج الي كل أمين ومخلص, يساعدك في مهمتك, تخلص من الحاشية, وأعد تنظيم المكتب الاعلامي, واختر متحدثاً رسمياً متخصصاً, يساعد الاعلاميين في الحصول علي المعلومة الدقيقة والصحيحة والسريعة في أي وقت وفي اي مكان, واعلم ان صوتك لن يصل الي الناس إلا عن طريق الصحفيين واجهزة الاعلام , وإن لم تصل إليهم المعلومة الصحيحة, في الوقت المناسب, فاستعد الي مواجهة الشائعات والمعلومات الخاطئة, وفوضي الاعلام, والحملات التي تعاديك، وكل ذلك بسبب نقص المعلومة الصحيحة, وزيادة في المعلومات الخاطئة, وبناء عليه, اعلم أن لسانك وكلامك لن يحمياك من ألسنة الصحفيين ووسائل الاعلام, التي تراقبك في كل كبيرة وصغيرة, وإذا لم تتح البيانات والمعلومات بسرعة , فأنت الخاسر, ولن يفيدك أحد , ولن يحميك أحد لأن الشائعة, حتي ولو تبين أنها صحيحة , فسوف تعجل بنهايتك , وتخرج من الخدمة, خاسرا في معركة انت السبب في تأجيجها . أخيرا, أمامك الفرصة , والقرار بيدك, إما ان تدخل التاريخ من أوسع أبوابة, وإما أن تخرج منه خائبا ضائعا, ينساك الناس فور خروجك, نهايتك في يدك , وقد تكون نهاية سعيدة أو قاتمة.