أثنى المتحدثون من أفريقيا وألمانيا المشاركون في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة "أفريك" للبحوث والتعاون الدولي الحر في ألمانيا حول "أفريقيا 2040- رؤية مستقبلية" على أداء الرئاسة المصرية وبشكل خاص على أداء الاقتصاد المصري كنموذج يحتذى به في القارة الأفريقية. وشارك السفير المصري في برلين الدكتور بدر عبد العاطي، كمتحدث رئيسي في المؤتمر الذي نظمته مؤسسة "أفريك"، بحضور السفراء الأفارقة المعتمدين في برلين، وأعضاء البوندستاج، وممثلين عن الشركات والمؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث في ألمانيا وأوروبا والدول الأفريقية، ووسائل الإعلام، والمنظمات غير الحكومية المهتمة بالقضايا الأفريقية. وعرض عبد العاطي -في كلمته- أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي وفي مقدمتها دعم الدول الأفريقية في تحقيق الأمن وتسوية المنازعات بالطرق السلمية وتحقيق التنمية المستدامة وتشجيع تدفق مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى أفريقيا. وأكد حرص مصر على تحقيق هذين الهدفين في ظل الارتباط الوثيق بين هذين العاملين، منوهًا بأهمية دور الاستثمارات الأجنبية المباشرة كمحرك رئيسي للنمو والتنمية، ولتوفير فرص عمل من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بالزيادة السكانية المطردة في أفريقيا، ودمج السكان ولاسيما الشباب اجتماعيًا واقتصاديًا، وبالتالي معالجة الأسباب الجذرية لمشكلتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كما نوه عبد العاطي بالإنجازات المتعددة التي تشهدها القارة الأفريقية في ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، وفي مقدمتها دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ عقب القمة الأفريقية الأخيرة في نيامي، وتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في العديد من الدول الأفريقية. وأكد أهمية استغلال هذه التطورات لتعزيز جاذبية أفريقيا أمام الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مشيرًا إلى أهمية تقديم أوروبا وألمانيا بشكل خاص مزيد من الدعم للدول الأفريقية في هذا الصدد عبر خلق شراكات استثمارية متوازنة تصب في صالح الطرفين، تتيح نقل التكنولوجيا وتدريب وبناء القدرات في أفريقيا بما يلائم الظروف والاحتياجات الوطنية لكل دولة أفريقية. واستشهد عبد العاطي بنماذج التعاون الناجحة بين مصر والشركات الألمانية، وفي مقدمتها التعاون مع شركة سيمنس لإنشاء أكبر مركز للتدريب في قطاع الكهرباء في منطقة العين السخنة، والذي من المقرر أن يصبح مركزًا إقليميًا للتدريب، فضلًا عن مذكرتي التفاهم اللتين تم التوقيع عليهما بين مصر وشركتي (بوش) للأجهزة المنزلية و(مرسيدس) لإنشاء مصنعين لهما في مصر. وعرض عبد العاطي الجهود المصرية لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا، وخاصة استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات AU PCRD، وتدشين "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة" في ديسمبر المقبل الذي من المقرر أن يعقد في ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي للتركيز على قضيتي والأمن والتنمية في القارة الأفريقية بمشاركة كافة الأطراف الأفريقية والدولية الرسمية وغير الرسمية المعنية كالمؤسسات الأكاديمية والبحثية، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، ووسائل الإعلام. وأشار إلى ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه من المقرر أن يكون المنتدى، منصة إقليمية وقارية يجتمع بها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام، وشركاء التنمية في مدينة أسوان؛ لبحث التنمية والسلام بما يبث الأمل في نفوس الشعوب. كما استعرض عبد العاطي التطورات الإيجابية التي تشهدها مصر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وخاصة التحسن الكبير بالمؤشرات الاقتصادية الكلية نتيجة التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وترشيد منظومة الدعم، وتحسين مناخ الاستثمار، مشيرًا إلى اهتمام الحكومة المصرية بالشق الخاص بالعدالة الاجتماعية وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي، مستشهدًا ببرنامج تكافل وكرامة، فضلًا عن توفير أكثر من 5 ملايين فرصة عمل خلال 4 سنوات في ضوء المشروعات القومية العملاقة الجاري تنفيذها وفي مقدمتها بناء 14 مدينة جديدة ذكية وخضراء.. . ..