كانت فى وقت من الأوقات مصدر دخل أساسى لأصحابها ورغم اعتماد أجدادنا وآبائنا عليها قديما إلا أنها أصبحت فلكلورا لها بقايا فى الأسواق القديمة .. وتنوعت هذه المهن ما بين يدوى أو على ماكينات صغيرة بدائية. ومن قلب قاهرة المعز وبالتحديد فى شارع الغورية بمنطقة الحسين حيث يوجد أقدم محل لصناعة الطرابيش وربما يكون هو الوحيد الباقى حتى الآن. وهو محل الحاج «أحمد محمد الطرابيشى» أقدم محل لصناعة الطرابيش فى قاهرة المعز، نجد أولاد الحاج الطرابيشى يعملون ومازالوا يمتهنون نفس المهنة التى كانت لجدودهم وآبائهم رغم وفاة صاحب المحل «الحاج الطرابيشى» لتنفيذ وصية والدهم الذي أوصاهم بعدم إغلاق المحل لعدم انقراض المهنة. أبناء «الحاج أحمد الطرابيشى» قالوا هذا المحل الذي ارتدي منه الملوك الطرابيش ومنهم «الملك فاروق» و«الملك الحسن» ملك المغرب وشيوخ الأزهر الشريف كما أن شيخ الأزهر الراحل «طنطاوي» لا يشترى العمة التي كان يرتديها إلا من محل الطرابيشى في الغورية. رمضان هو موسم صناعة الطرابيش و يتردد علينا العاملون في مجالات الفنون المختلفة وبالتحديد في مجال الدراما والتلفزيون والسينما يأتون إلى المحل لشراء الطرابيش اللازمة لهم في أعمالهم الفنية التي تكون في الغالب أعمالا تاريخية تحاكى فترة زمنية محددة وأحيانا يتم تأجيره بالليلة للكومبارس بعشرة جنيهات او اكثر حسب الادوار. وعن كيفية صناعته يقول «محمد الطرابيشى» يتكون الطربوش من صوف وخوص نخيل وجلده وزر حرير وكان هذا الزر له دلالة حيث كان يتكون من ثلاثة ألوان، الكحلى والأسود يرمز للأساتذة والأفندية وأئمة المساجد أما الزر اللبنى الفاتح فيدل على المقرئ فى الجنازات. أما أسعار الطرابيش فتبدأ من 12 جنيها وتصل إلى 50 جنيها والعمر الافتراضى للطربوش حوالى 10 سنوات بعدها يجب تغييره.