تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في سياق عددها الصادر اليوم الأربعاء جولة المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة ميت رومني التي قام بها خلال الأسبوع الماضي بدءا من خطابه إلى المحاربين القدامى في الحروب الخارجية في مدينة رينو بولاية نيفادا، ثم زيارته إلى بريطانيا وإسرائيل وبولندا، والتي لم تخل أيضا من التصريحات التي قوبلت في بعض الأحيان بالنقد اللاذع وفي البعض الآخر بالتأييد القوي له. ورأت الصحيفة الأمريكية - في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني أنه رغم هذه الزيارات المتعددة التي قام بها رومني ، لم يستطع أن يظهر للعالم وجهة نظره وأفكاره بالدرجة الكافية. وذكرت الصحيفة سعى رومني إلى تمييز نفسه عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلال الإشارة إلى أنه سيكون أكثر قوة في إبراز قيادة وسلطة الولاياتالمتحدة. وتساءلت الصحيفة عن كيفية ترجمة رومني رؤيته إلى واقع ، مشيرة إلى أن تصريحاته لم تكن حتى الوقت الحالي سوى مزاعم سطحية أو خرقاء تعوزها البراعة في بعض الأحيان ، على حد تعبيرها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى العديد من القضايا ، حيث وضع رومني الخطوط العريضة لبعض من الأهداف الطموحة ، لكنه لم يتحدث عن السبل التي ستمكنه من تحقيق هذه الأهداف ، متخذة من خطابه أمام جمعية المحاربين القدامى مثالا ، حيث تعهد بتجنب إجراء أي تخفيضات كبيرة في الميزانية العسكرية، لكنه لم يقدم أي دليل حول المفاضلة أو اتخاذ القرارات الصعبة المطلوبة. ومضت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها بالقول :"إن رومني جدد تعهده خلال زيارته لإسرائيل ، بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية". ولفتت الصحيفة إلى أنه في كافة القضايا لم يصل إلى الحد الذي يشير إلى المزايا التي سيقدمها بشكل مختلف عن أوباما سواء في حديثه عن "تضحية" أوباما بالدفاع الصاروخي ك"تنازل من جانب واحد" لصالح روسيا،أو حتى في حديثه عن انتهاكات الصين لحقوق الإنسان وغيرها من الاهتمامات. وأشارت إلى أنه أيضا لم يقدم أية فكرة واحدة بناءة حول إدارة العلاقة المتداخلة وبعمق مع بكين ، فضلا عن غموضه الشديد بشأن الكيفية التي تمكنه من الاستجابة أو التعامل مع ثورات الربيع العربي. كما أشارت إلى تصريحاته بشأن عدم استعداد بريطانيا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية ، التصريحات التي تراجع عنها لاحقا .. فضلا عن إشاراته إلى أن "الثقافة" تفسر وجود التفاوت الاقتصادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبين المكسيك وأمريكا ، المقارنة التي عكست استبعاده للقيود المفروضة من قبل إسرائيل ومنذ سنوات عديدة على العمال الفلسطينيين، والمفروضة أيضا على التجارة والبضائع. وخلصت الصحيفة إلى أنه باختتام المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية لجولته الخارجية في وراسو ، يبقى أقل من 100 يوم فقط على موعد الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل ، معربة عن أملها في إمكانية أن يصيغ رومني أجوبة ذات أهمية بشأن السياسة الخارجية.