نفى وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ما تناقلته وسائل اعلام ايرانية قبل ايام عن اعتزام ايران ارسال قوات عسكرية الى سوريا للقتال الى جانب الجيش السوري ضد الثوار وقوات المعارضة. وقال وحيدي في تصريح للصحفيين ان "الجيش السوري قادر على انجاز مهامه والتصدي للارهابيين". في هذه الاثناء قال محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني إن دعم طهران لسوريا "لا يقبل التغيير" ليرد على تلميحات إلى أن طهران يمكن أن تخفف دعمها للأسد أقرب حليف عربي للجمهورية الإسلامية. كما اكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال زيارته لايران ان الشعوب المسلمة لن تسمح للامريكيين والصهاينة بان يصبحوا مدافعين عن حقوقهم عبر استخدام القوة والسلاح. من جانبه قال رئيس مجلس الشوري الايراني علي لاريجاني خلال لقائه مع المعلم ان هناك مؤامرة دولية واقليمية كبرى حيكت ضد سوريا مؤكدا ان افاق الوضع تبين انها تمر لصالح الشعب والحكومة في سوريا وان الحكومة والشعب في ايران يقفان الى جانب الشعب والحكومة في سوريا مهما كانت الظروف كما كان الامر سابقا. قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي في طهران امس إن فكرة القيام بعملية نقل منظم للسلطة في سوريا وهم. وأضاف في مؤتمر صحفي خلال زيارة لنظيره السوري وليد المعلم: "التفكير الساذج والمخطيء بانه إذا حدث فراغ في السلطة في سوريا وأن حكومة أخرى ستصل ببساطة إلى السلطة في اعتقادي ليس سوى حلم". وفي علامة واضحة على مضي طهران في دعمها اللوجستي والاقتصادي كانت طهران استقبلت وفدا من وزراء سوريين الخميس الماضي واتفق الطرفان على صفقة بشأن استيراد الكهرباء من إيران عبر العراق. فيما قال محللون من الولاياتالمتحدة والشرق الاوسط الاسبوع الماضي ان ايران تكتسب سريعا قدرات جديدة على مهاجمة السفن الحربية الاميركية في الخليج بحشد ترسانة من الصواريخ المتقدمة المضادة للسفن، وتعزز في نفس الوقت اسطولها من الزوارق الهجومية السريعة والغواصات. وحول احتمال تدخل عسكري ايراني في سوريا يقول الباحث الايراني علي صدر زاده ان اي تدخل سيدفع بدول اخرى في المنطقة وخاصة اسرائيل الى التدخل ايضا وهذا سيجر الى حرب اقليمية ويعتقد ان اي تدخل ايراني لن يکون تدخلا مباشرا بل عن طريق ارسال قوات من الحرس الثوري. ولكن يعتقد الخبير في الشؤون الايرانية على مهتدي ان ايران لن تتدخل عسكريا في سوريا، ويقول ان الحرس الثوري له قواعد في سوريا توفر دعما لوجستيا للقوات السورية ويؤكد ان ايران قدمت منذ بداية الاحداث خبرات كبيرة تمتلكها في مجال التقنيات الحاسوبية والانترنت والانشطة السايبرية والارتباطات. ووضعت خبرتها وتجربتها في قمع احتجاجات عام 2009 تحت تصرف النظام السوري هذا الى جانب الدعم المالي الكبير الذي قدمته وتقدمه الى سوريا الذي يقدر بمليارات الدولارات بحسب مصادر المعارضة الايرانية. يقول على مهتدي ان العلاقات بين ايران والمعارضة السورية انقطعت بشكل كامل منذ فترة اذ ترى المعارضة ان النظام الايراني يقف الى جانب النظام السوري، منوها انه لا مستقبل لايران في سوريا ما بعد سقوط النظام. ويعتقد ان السيناريو الامثل لايران، في ظل تكبد النظام ضربات موجعة واحتمال انهياره، هو جر البلاد الى حرب استنزاف اهلية طويلة كالتي جرت في لبنان لمدة 15 عاما فهذا سيكون الوسيلة الامثل للحفاظ على تواجدها ونفوذها في سوريا. سوريا هي بمثابة رأس جسر بالنسبة لايران تعبر من خلاله الى لبنان وشرق المتوسط. واهميتها تكمن في انها تقع وسط الامتداد الجغرافي المتصل الذي يجمع كل من ايران والعراق وسوريا ولبنان او ما يسمى ب"الهلال الشيعي". فخسارة سوريا بالنسبة الى ايران يعني تقطيع اوصال جسد هذا "التحالف".