رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تسرب الصراع السوري عبر الحدود اللبنانية يثير قلق اللبنانيين والولاياتالمتحدةالامريكية، مؤكدة أن انتشار النزاع خارج حدود سوريا يزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يتزايد فيه حدة القتال في سوريا فإن الكثير من اللبنانيين يخشون من امتداد الصراع عبر الحدود والذي من شأنه أن يقلب التوازن الطائفي الهش ويفتح الباب على مصراعيه لحرب دموية داخلية مدعومة من القوى الإقليمية الخارجية. وذكرت الصحيفة أن الدعم الخارجي الإقليمي والمتمثل في إيران والمملكة العربية السعودية والذي يزيد من الاشتباكات المندلعة منذ أسبوع على طول الحدود يثير قدرا كبيرا من الانزعاج بين السياسيين اللبنانيين والشعب اللبناني الذي يتوقع تصاعد الهجمات العسكرية ضد بلادهم نظرا لإيوائهم المتمردين المسلحين من المعارضة المناهضة لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد". وأكد "وليام بيرنز" نائب وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارته إلى لبنان في منتصف يوليو على شعور الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقلق حول استخدام قوات النظام السوري العنف ضد شعبه ومساهمته في زعزعة استقرار الشعب اللبناني، مشيرا إلى ضرورة احترام النظام السوري لسيادة الدولة اللبنانية. وذكرت الصحيفة أن قوات النظام السوري شنت عدة هجمات متتالية خلال الشهر الماضي على الحدود اللبنانية وقامت بقصف وإطلاق النار على العديد من القرى اللبنانية التي يعتقد أنها تحوى متمردين سوريين مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن اثنى عشر شخصا لبنانيا وإصابة الكثيرين. وانتهت الصحيفة لتقول إن تلك الانتهاكات المشينة لسيادة الدولة اللبنانية أثارت غضب الشعب اللبناني المؤيد للمعارضة السورية المناهضة للرئيس السوري "بشار الأسد" مطالبين بطرد السفير السوري من لبنان وسحب نظيره اللبناني من سوريا. ومن جانبه، قال "وسام" أحد سكان المناطق اللبنانية التي ضربتها القوات السورية "إن القوات السورية تتهم الشعب اللبناني بإيواء أفراد من المعارضة لذا قامت بإطلاق النار ومداهمة المنازل وحرقها والجيش اللبناني يعي جيدا كل تلك الانتهاكات ولكنه يتجنب المواجهة لعدم نشوب حرب بين الجارتين."