أوضحت ابتسامات عبدالله أول مجندة في الجيش المصري عام 1948 أنه كانت منذ طفولتها وهي تحب التمريض، مشيرة إلى أنها نشأت في منزل عسكري حيث كان والدها ضابطا في الجيش المصري، الأمر الذي دفعها لاستكمال عطائه الوطني. وقالت: "كانت هناك اختبارات نفسية على تحمل الصعاب والمواقف وكانت تشرف على هذه الاختبارات وصيفة الملك فاروق الأولى السيدة ناهد رشاد، حيث تم اختيار مجموعة تقدر بنحو 70 فتاة وبعد أسابيع تم اعلامهم بمواعيد التدريب في المستشفيات ومعسكرات الجيش والتي استغرقت 6 أسابيع". وأضافت أنه بعد اندلاع الحرب بين القوات العربية والقوات الإسرائيلية بأيام تم استدعاء دفعتها بالكامل، وتم الإعلان عن ترشيح 10 متطوعات للذهاب ضمن الفريق الطبي لغزة، حيث كانت واحدة منهن، مشيرة إلى أنه صدر بعدها قرار من الملك فاروق بمنح المتطوعات العشر رتبة "ملازم أول" كنوع من المكافأة والتحفيز. وأوضحت عبدالله أنها بعد عودتهم من الحرب كانت نفسيتهم جميعا محطمة نتيجة الخسار الكبيرة والهزيمة التي رأوها، لافتة إلى أن الملك فاروق قام بالعمل على رفع معنوياتهم حيث منحهم وسام "نجمة فلسطين" المرصع بالذهب، وبعض النياشين العسكري مثل نيشان "الديانة" وكذلك نوط الجدارة والاستحقاق، كما منحها الملك هدية خاصة، وتم تسليمها مهمتها المدنية بعد ذلك في مستشفى العجوزة العسكري لتستقبل مصابي الحرب. وأكدت عبدالله وجود جواسيس في حرب 48 أدوا إلى الهزيمة، موضحة أن هؤلاء الجواسيس كانوا فلسطينيين، والذين عملوا لصالح اليهود. وأوضحت انه عندما كان يتم القبض على أي عنصر فاسد كان يتم محاكمته داخل مستشفى غزة، موضحة أن هذه الفئة أضرت كثيرا بقوات الفدائيين والجيش، حيث كان هؤلاء الخونة يبلغون عن أماكن وجود القيادات والفدائيين لعصابات "الهاغاناه"، الذين مارسوا ضغوطا نفسية عليهم، حيث قيل وقتها إن أصوات الذئاب التي كانت تعوي كانت لهذه العصابات. وأشارت عبدالله – في حوارها لجريدة الأخبار اليوم الأحد - إلى أنها كانت تجمعها صداقة باللواء محمد نجيب آنذالك، حيث نشأت الصداقة عن طريق أنها كانت تسهر على رعاية نجيب حينما جاء لهم بمستفشى العجوزة جريحا، حيث كانت تعطيه الأدوية وتطهر له الجرح، وصارت فيما بعد صداقة دائمة. وقالت :"كان نجيب يمتاز بخفة الدم، وكان على علاقة طيبة بزوجي محمد حبيب حيث بدأ بعد شفائه يتردد على منزلنا، حيث إنقطعت العلاقة بيننا وبينه بعد الثورة 52"، مضيفة أنه قام بالإتصال بهم بعد أن تم تحديد إقامته وقابلته، وقالت له: "أنا أسفة يا نجيب على اللي انت فيه"، حيث رد عليها قائلا :"مادامت الثورة قد نجحت فلا يهم"، حيث قامك بإهدائها كتابه الخاص. وشددت على أنها تملك الكثير عن ثورة 1952، وأنها تريد أن تروي هذه الأسرار للمشير حسين طنطاوي، مؤكدة أنها لن تحكي هذه الأسرار لأي شخص آخر.