يحل اليوم موعد الاحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم والذي يجرى الاحتفال به كل عام في 14 يونيو، ويهدف إلى زيادة الوعي بمنتجات الدم الآمنة، وبأهمية التبرع به من أجل إنقاذ حياة الآخرين، وجرى الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة في عام 2005. فالتبرع بالدم واجب إنساني ووطني على كل شخص، قد ينقذ حياة الأهل او الأصدقاء أو أشخاص مجهولين هم في الواقع أخوة لنا، فالدم هبة الحياة للآخرين. وفي التقرير التالي تستعرض "بوابة الوفد" فوائد التبرع بالدم ومن هم الأشخاص الذين يمكنهم التبرع بالدم. من يمكنه أن يتبرع بالدم؟ يمكن لجميع الأشخاص التبرع بالدم في حال تمتعهم بصحة جيدة، وهناك بعض المتطلبات الأساسية التي لابد من الوفاء بها للتبرع بالدم. أولًا السن: يتراوح عمر المتبرع بين 18 و65 سنة. يسمح التشريع الوطني في بعض البلدان للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 16 و17 سنة بالتبرع بالدم شريطة أن يستوفوا المعايير البدنية والدموية اللازمة وأن يتسنى الحصول على الموافقة المناسبة. يمكن قبول المتبرعين المنتظمين بالدم البالغة أعمارهم أكثر من 65 سنة في بعض البلدان حسب تقدير الطبيب المسؤول، والسن القصوى للتبرع بالدم في بعض البلدان هي 60 سنة. ثانيًا الوزن: يبلغ وزن المتبرع 50 كيلوغراماً على الأقل. ينبغي أن يبلغ وزن المتبرعين بالدم الكامل في بعض البلدان 45 كيلوغراماً على الأقل لكي يتبرعوا بكمية تساوي 350 مليلتراً أي حوالي 10% ثالثًا الصحة: يجب على المتبرع التمتع بصحة جيدة عندما يتبرع بالدم لا يمكن للفرد التبرع بالدم إذا كان مصاباً بالزكام أو الأنفلونزا أو التهاب الحلق أو هربس الحمى أو وجع البطن أو أي عدوى أخرى. وإذا أخضع الفرد مؤخراً جسمه لممارسة الوشم أو الثقب، فلا يمكنه أن يتبرع بالدم خلال 6 أشهر اعتباراً من تاريخ خضوعه لهذه الممارسة، أما إذا جرت ممارسة الثقب على يد مهني صحي معتمد وزال أي التهاب زوالاً تاماً، فيمكن للفرد أن يتبرع بالدم بعد 12 ساعة. وإذا قصد الفرد طبيب الأسنان وخضع لعملية جراحية بسيطة، فعليه أن ينتظر 24 ساعة قبل التبرع بالدم بينما عليه أن ينتظر شهراً واحداً في حال خضوعه لعملية جراحية لا يُستهان بها، ولا يجب على الفرد التبرع بالدم إن لم يبلغ مستوى الهيموغلوبين الأدنى المطلوب للتبرع بالدم وهو 12 غراماً كل ديسيلتر لدى الإناث و13 غراماً كل ديسيلتر لدى الذكور. ونقدم لكم أيضًا في التقرير الفوائد الصحية للتبرع الدوري بالدم: تجديد الدم من المعلوم أن كرات الدم الحمراء أهم مكونات الدم، والتي تنقل الأكسجين إلى خلايا الجسم كافة، تتجدد تقريبًا كل 4 أشهر، حيث يتم التخلص من القديم عبر الطحال وبعض الأنسجة اللميفاوية، وضخ الجديد الذي تنتجه مصانع الدم في نخاع العظام الموجود في قلب عظامنا المحورية في الظهر والصدر وغيره. يخزن الجسم حوالي 500 مل من الدم الجديد كاحتياطي استراتيجي في الطحال بالأساس، وذلك لضخه في حالة الفقد المفاجئ للدم كما في حالة النزيف، عندما تتبرع بالدم، يقوم الطحال فورًا بضخ الاحتياطي لتعويض ما فقده الجسم، ويتم تجديد الاحتياطي من الدم الجديد في الأيام التالية، وهذا هو سر جعل التبرع الدوري كل 4 أشهر. تقليل احتمالات الإصابة بالعديد من السرطانات: أظهرت نتائج إحدى الدراسات منذ 10 سنوات، انخفاض معدلات الإصابة ببعض السرطانات الهامة لدى من يقومون بالتبرع الدوري بالدم، خاصة سرطانات الكبد والمريء والمعدة والقولون والرئة، والتفسير الذي رجحته الدراسة لذلك هو أن التبرع الدوري بالدم يحافظ دائمًا على الحديد في معدلاته الطبيعية، دون أي زيادة قد تسبب تضرر الأنسجة، وزيادة قابليتها للنمو السرطاني. تقليل احتمالات حدوث جلطات القلب أظهرت إحدى الدراسات أن التبرع بالدم لمرة واحدة في العام على الأقل، يقلل فرص الإصابة بجلطات القلب، والنوبات القلبية عمومًا، بنسبة تزيد على 80%. قدمت الدراسة عدة تفسيرات لهذه الملاحظة الهامة، من أهمها أيضًا قصة الحديد. حيث يؤدي التبرع بالدم إلى دفع الجسم لتنشيط عملية تصنيع الدم الجديد لتعويض ما تم فقده، ولتعويض الاحتياطي الاستراتيجي للجسم، وبالطبع يتم استهلاك أي حديد زائد في هذه العملية، مما يحافظ على معدلات الحديد في الدم، وفي الأنسجة، في المتوسطات الطبيعية المفيدة. وقد أظهرت دراسات سابقة وجود ارتباط بين معدلات زيادة الحديد في القلب والشرايين التاجية، وحدوث تصلب الشرايين، الذي يسبب ضيقها، ويزيد فرص حدوث الجلطات داخلها. كذلك يحسن التبرع الدوري بالدم من جودة مكونات الدم، وزيادة نسبة الخلايا الشابة حديثة التصنيع، ذات الكفاءة الأكبر في نقل الأكسجين، مما يحسن التغذية الدموية للقلب، ويقلل ولو بشكل طفيف فرص تعرضه للنوبات القلبية. كذلك يحافظ التبرع الدوري بالدم على نسبة الهيموجلوبين في الدم في المعدل الطبيعي، وقد كشفت الدراسة وجود علاقة بين زيادة نسبة الهيموجلوبين، وزيادة تأثير الكوليسترول الضار LDL على شرايين القلب، وهذا الأخير هو المسئول عن حدوث تصلب الشرايين. حالات مرضية علاجها التبرع بالدم: بعض اختلالات الدم مثل الزيادة غير الطبيعية في كمية كرات الدم الحمراء، أحد أهم علاجاتها هو التبرع بالدم بشكل مستمر، على فواصل زمنية أقصر بكثير من مدة ال4 أشهر المعتادة لدى المتبرعين الأصحاء، دون التبرع المستمر بالدم، يتعرض هؤلاء المرضى لمضاعفات خطيرة مثل جلطات الدم نتيجة زيادة لزوجة الدم، والارتفاع الشديد في ضغط الدم، وارتفاع البوتاسيوم في الدم والذي قد يسبب اضطرابات كهربية خطيرة في القلب. وحالة مرضية خطيرة أخرى تحتاج للتبرع المستمر، هي الزيادة المرضية في كمية الحديد في الدم. الحديد من أهم مكونات الدم، لكن في وجود بعض الاختلالات الجينية، يزداد امتصاصه من الطعام بشكل كبير يفوق حاجة الجسم منه، مما يؤدي إلى ترسبه في الأعضاء الحيوية وتلفها، وأشهرها القلب والمفاصل والخصيتيْن والبنكرياس. الحفاظ على سلامة الكبد الكبد من أهم أعضاء الجسم الحيوية، فهو ينتج العديد من البروتينات الهامة مثل الألبيومين الذي يحافظ على السوائل في الدم، ويمنع التورم، ومثل مضادات التجلط التي تمنع النزيف، وكذلك هو المصفاة الرئيسية بالجسم للتخلص من السموم، ويساهم التبرع الدوري بالدم في الحفاظ على الكبد من خلال الحفاظ على معدلات الحديد الطبيعية. تقليل عوامل الأكسدة ومحفزات الالتهاب: هناك بعض المواد الضارة تنتج من بعض التفاعلات داخل خلايا وأنسجة الجسم، وتسمى بعوامل الأكسدة. ظهرت وفرة من الأبحاث التي تتحدث عن تلك المواد، وعند دورها في تحفيز حدوث بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطانات، والجلطات، وفشل الأجهزة الحيوية. فوائد نفسية هامة: عندما يقوم المرء بعمل نبيل يخدم به الآخرين، كأن يتبرع المرء بدمه، للمساهمة في إنقاذ قريب أو حتى غريب في حاجة ماسة، فهذا يؤدي إلى شعور كبير بالإنجاز، وتحسن الحالة المزاجية، والإحساس بالذات، ويقلل من الطاقة السلبية، ومن جلد الذات. تحاليل حيوية مجانية: يمثل التبرع بالدم فرصة للاطمئنان الدوري بخصوص الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة التي تنتقل بالدم مثل فيروسات الإيدز والفيروسات الكبدية بي وسي، ومرض الزهري . حيث يتم إجراء هذه التحاليل إجباريًا على دماء كل متبرع في كل مرة تبرع، كذلك يقوم المشرفون على عملية التبرع إلزاميًا بالاطمئنان على ضغط دم المتبرع، ونبض القلب، ونسبة الهيموجلوبين بالدم، وكذلك الوزن، فلا يسمح بالتبرع لشديدي النحافة، مما يسهم في الكشف المبكر عن ارتفاع الضغط والأنيميا. مساهمة طفيفة في إنقاص الوزن تؤدي كل مرة تبرع بالدم إلى فقد حوالي 650 كيلو سعر، وهذا يمثل حوالي ثلث الاحتياج اليومي المتوازن من السعرات للإنسان البالغ متوسط الوزن، إذ سيحرص دائمًا على البقاء بصحة جيدة، وتجنب الإصابة بالأنيميا، وذلك ليتمكن من التبرع في أي وقت، ولن يتمكن الشخص من هذا إلا بالإكثار من الأطعمة المفيدة كالفواكه والخضروات والأسماك، والألبان قليلة الدسم، والبروتينات النباتية كالبقوليات، والبروتينات الحيوانية قليلة الدهون، وكل هذا سيساعد في حميته بشكل جيد.