تعرضت الدورات الاوليمبية للعديد من " المطبات " علي مدار تاريخها كما تعرضت لبعض الاحداث المؤسفة التي شوهت – احيانا – وجهها الجميل . كانت البداية مع دورة لندن 1908 فقد كان مقررا ان تنظمها مدينة روما عاصمة ايطاليا ونظرا لثورة بركان " فيروف " عام 1906 طلبت روما إعفاءها من التنظيم قبل عامين من موعد الدورة وطلبت لندن أن تحل محلها. ولم ترع حروب القرن العشرين حرمة الالعاب الاوليمبية الحديثة وعطلت الحرب العالمية الاولي (1914 - 1918) تنظيم الالعاب الاوليمبية السادسة التي كان مقررا اقامتها عام 1916 في مدينة برلين الالمانية ولكن بسبب الحرب العالمية الاولي انتقلت إلي مدينة انفرس البلجيكية واقيمت عام 1920ولم تشارك فيها الدول التي هزمها الحلفاء في تلك الحرب فلم تدع المانيا والنمسا وبلغاريا والمجر وتركيا للاشتراك في تلك الدورة. كما منعت الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) دورتي 1940 و1944 ولكن ذلك المنع لم يحل دون الترتيب الرقمي. وفي دورة "برلين" 1936عام اجتهد الزعيم النازي " هتلر" في أن يستغلها في ترويج مبادئ النازية وتصدي له " الكونت دي لاتور" رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية وقتها محذرا بأن النازية العنصرية تتعارض مع الدستور الأوليمبي، فتظاهر "هتلر " بالموافقة وأنفق علي الدورة ببذخ لنشر مبادئه والتي شاركت فيها 49 دولة مثلها 4066 لاعبا ولاعبة وعندما فاز اللاعب الأسود البشرة " جونسون أونيز" بمسابقة الوثب العالي وسجل رقما أوليمبيا جديدا أصيب "هتلر" بحالة من الضيق رافضا مصافحة اللاعب الأمريكي حتي لا يكون ذلك اعترافا منه بهدم الفلسفة التي وضعها الفليسوف النازي " الفريد روز ترج " والتي تؤكد تفاوت الأجناس البشرية في درجة الرقي وأن الشعب الألماني يعتبر شعبا متميزا عن سائر الشعوب، مما جعل " هتلر" يغادر المنصة.. وكذلك عندما حضر "هتلر " نهائي الوزن المتوسط في رفع الأثقال و فاز خضر التوني بالميدالية الذهبية بمجموع 387.5 كيلو جرام، صاح هتلر "مستحيل" أكثر من مرة ودعاه إلي المقصورة وصافحه وهنأه وقال له أتمني لو كنت ألمانيا يا سيد" توني ". وشهدت دورة ميونيخ 1972احداثا مؤسفة رغم تسجيلها العديد من الأرقام القياسية فقد حدث في صباح 5 سبتمبر ان هاجم ثمانية فلسطينيين من منظمة " ايلول الاسود " القرية الأوليمبية وقتلوا شخصين من بعثة إسرائيل واخذوا تسعة أشخاص كرهائن ثم قتلوهم ، كما قتل خمسة من الفلسطينيين وشرطي. وبعد توقف 24 ساعة للألعاب الأوليمبية أمرت اللجنة الأوليمبية الدولية باستئناف الدورة . . وانسحبت مصر وبعض البلاد العربية بسبب تلك الاحداث . وشهدت الدورات الأولمبية تدخلات السياسة في الرياضة، ومن أبرزها رفض الحكومة الكندية استقبال بعثة تايوان، للمشاركة في الدورة الأولمبية التي استضافتها مدينة "مونتريال" عام 1976بسبب تعهد الصين ببيع القمح لكندا، وكذلك مقاطعة أمريكا وحلفائها(43دولة) لدورة "موسكو1980 "؛ بسبب غزو السوفيت لأفغانستان وكانت مصر وبعض الدول العربية والاسلامية من ضمن المقاطعين ،وقاطع الاتحاد السوفيتي وحلفائه (15دولة)، لدورة "لوس أنجلوس 1984" رداً على مقاطعة أمريكا وحلفائها لدورة "موسكو 1980". وفي دورة "سول 1988" كانت هناك محاولة صهيونية لاستثارة العرب، إذ ظهر اسم مدينة "القدس" كعاصمة للكيان الصهيوني، ولم تنتبه لها اللجنة المنظمة للدورةالأولمبية الا بعد احتجاج الاتحاد العربي للالعاب الرياضية ، وقدم رئيس اللجنة المنظمة للدورة "بارك سيه جيك" اعتذاراً رسميا للاتحاد العربي.