اهتمت الصحف العالمية بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى المملكة العربية السعودية. قالت صحيفة الفينانشال تايمز البريطانية إن زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية، تأتي في محاولة منه لتهدئة مخاوف المملكة الخليجية. وأضافت أن زيارته تمثل اختبارا مبكرا لقدرته على تهدئة مخاوف حليف إقليمي حاسم، وعلى صيانة علاقات سياسية واقتصادية مهمة مع المملكة الغنية بالنفط. وأضاف أنه برغم عدم إفصاح المسئولين السعوديين كثيرا عن الاضطرابات الزلزالية في السياسة الداخلية لمصر منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك كرئيس، إلا أن المملكة نظرت إلى هذه التغييرات بشك هائل. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن الاقتصاد المصري سيكون في صلب المناقشات بين مرسي والعاهل السعودي الملك عبد الله. وأشارت إلى أن السعودية مصدر مهم للمساعدة والاستثمار بالنسبة لمصر التي تمر بضائقة مالية. ونقلت عن جان فرانسوا سيزنيك، الخبير في الشئون السعودية في جامعة جورج تاون في واشنطن، قوله «هناك كلمة واحدة تصف ما يريده السعوديون: الاستقرار. آخر شيء يريدونه هو أن تكون مصر غير مستقرة. ربما لا يودون أن يكون الإخوان المسلمون في موقع المسئولية، لكنهم سيفضلونهم مع حكومة مستقرة عن كثير من الشقاق». وأضافت الفينانشال تايمز أنه في مقابل الاستقرار والثقة في مجال السياسة الخارجية، فمن المحتمل أن يقدم السعوديون المساعدة من أجل المساعدة في استقرار اقتصاد مصر. أما صحيفة التايمز البريطانية، فقد قالت إن السعودية سوف تعرض الوساطة في الأزمة الدستورية المتصاعدة في مصر، إذا فشل الرئيس مرسي في حل صراعه على السلطة مع المجلس العسكري الحاكم في القاهرة. ونقلت عن مسئول سعودي، قوله «إذا استمرت المشكلات، فإن السعودية قد تلعب دورا في المفاوضات بين الرئيس والجيش. نأمل في أن يكون مرسي عمليا. نحن قلقون للغاية إزاء ما سيحدث بعد ذلك». ونقلت عن مسئول سعودي آخر، قوله «صدمت بالطريقة التي تصرف بها مرسي في الأيام الاولى من حكمه، بالهجوم على الجيش بدلا من إظهار الصبر. إذا استمر الضغط من جانب مرسي، فإن هذا سوف يتسبب في مشكلات حقيقية». ووصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» زيارة الرئيس محمد مرسي إلى السعودية بأنها تؤكد على أهدافه باعتباره الرمز الأكثر وضوحا على تصاعد الإسلام السياسي في الإقليم. ونقلت الصحيفة عن محللين أن اختيار مرسي بأن يفتتح زيارته الخارجية بالسعودية يمثل علامة لحكام الخليج بأنه لن يسعى لترجيح ميزان القوى لصالح إيران. وأشارت إلى أن ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز السعود استقبل مرسي لدى وصوله إلى مدينة جدة. وأضافت أن القادة السعوديين ابدوا رغبتهم للعمل مع الرجل الذي يعتقد أن ترك جماعة الإخوان المسلمين عقب فوزه في انتخابات الرئاسة خلال يونيو الماضي، ولكنه يعتبر ممثلاً عن الجماعة. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي السعودي عبدالله الشمري أن السعودية ستستقبل مرسي باعتباره رئيسا لمصر وليس ممثلا عن الإخوان. وأوضح الشمري أن السعودية مهتمة بممارساته وسياساته وليس خلفيته السياسية. وأضاف أن السعودية وباقي الأنظمة الحاكمة في الخليج اهتزت في فبراير 2011 بسبب الانتفاضات الشعبية وانسحاب الدعم العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس السابق مبارك الذي ظل على مدى 30 عاما يقمع التكتلات الإسلامية التي أصبحت تقلق قادة الخليج. ونقلت الصحيفة عن مسئولين مصريين وسعوديين أن مرسي والقادة العسكريين الذين يتقاسمون السلطة في مصر بحاجة إلى مساعدة مالية من السعودية لإخراج البلاد من الأزمة المالية التي رافقت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام مبارك. وأضافت الصحيفة أن السعودية وضعت مليار دولار في البنك المركزي المصري منذ الإطاحة بمبارك لمساعدة اقتصاد البلاد. وأشارت إلى وجود قدر من الشك حول ما إذا كان القادة الخليجيون يمكنهم الاعتماد على مصر في ظل رئاسة مرسي لتكون حليفاً استراتيجياً. وأضافت أن الكثير من المصريين يعتقدون أن مرسي قد يبدأ علاقات دبلوماسية مع إيران. وأشارت إلى أن مصر ضمن الدول الثلاث الوحيدة التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إيران ، والتي تشمل الولاياتالمتحدة واسرائيل. وأشارت إلى أن نبيل العربي أول وزير خارجية بعد الثورة أجرى اتصالات حذرة مع إيران. وأضاف خبراء مصريون وسعوديون أن زيارة مرسي ربما تهدف إلى طمأنة السعودية بأن مصر لن تعقد أي صفقات من شأنها إضعاف المملكة أمام إيران أو سوريا، حيث تدعم السعودية وبعض دول الخليج الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت صحفية «واشنطن بوست» أن زيارة مرسي إلى السعودية لتعزيز العلاقات التقليدية بين البلدين الأكثر تأثيرا في الإقليم. وأوضحت أن مرسي أعلن أن حكومته ليس لديها أي خطط لتصدير الثورة، مما يمثل نوعاً من التهدئة للسعودية وباقي الحلفاء الخليجيين الذين يشعرون بالخوف والقلق من وصول الثورات العربية إلى أراضيهم. وأشارت إلى أن مرسي أكد التزام مصر بأمن السعودية والحلفاء الخليجيين.