تحل اليوم الذكرى ال146 على رحيل واحدا من رواد النهضة العلمية بمصر خلال فترة من الجمود الفكري التي عاشتها في العصور المملوكية والعثمانية والتي كان لها تأثيرا سلبيا على الحياة الفكرية المصرية، حيث كان من أبرز رواد الفكر التنويري بمصر ألا هو رفاعة الطهطاوي. وترصد" بوابة الوفد" في التقرير التالي أبرز المحطات في حياة رفاعة رافع الطهطاوي. ولد رفاعة الطهطاوي في 15 أكتوبر عام 1801م بمدينة طهطا بسوهاج في كنف عائلة زاخرة بالعلماء والشيوخ حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ثم التحق بالأزهر الشريف في السادسة عشرة من عمره عام 1817م وشملت دراسته آنذاك الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف. تتلمذ الطهطاوي على يد أبرز علماء الأزهر كالشيخ حسن القويسني، وإبراهيم البيجوري، وحسن العطار الذي وطد علاقته به. كما كان للطهطاوي أسلوبا مميزا في الشرح؛ الأمر الذي جعل الطلبة تلتف حوله لتلقي العلم والاقبال على درسه بشكل خاص، ثم ترك التدريس بعد عامين والتحق بالجيش المصري النظامي الذي أنشأه محمد علي إماما وواعظا لإحدى فرقه، الأمر الذي علمة الدقة والنظام. وفي عام 1826م قررت الحكومة المصرية إرسال بعثة علمية لفرنسا لدراسة العلوم والمعارف الإنسانية، في الإدارة والهندسة الحربية، والكيمياء، والطب البشري والبيطري، وعلوم البحرية، والزراعة والعمارة والمعادن والتاريخ الطبيعي بالاضافة إلى اللغة والحساب والرسم، ولكن حرص محمد علي بالا يتاثر اعضاء البعثة بالمجتمع الغربى، لذلك قرر أن يصحب البعثة ثلاثة علماء من الأزهر الشريف؛ لإمامتهم فى الصلاة وإرشادهم، ورشح الشيخ حسن العطار رفاعة الطهطاوى ليكون من هؤلاء الثلاثة. كان الطهطاوى يهوى القراءة والدراسة والترجمة نتيجة لتعلمه الفرنسية خلال البعثة؛ فعندما عاد إلى مصر عام 1832م، وسبقته تقارير من أساتذته فى فرنسا تدل على امتيازه التحق بوظيفة مترجم بمدرسة الطب وكان أول مصري يتعين في هذه الوظيفة. كان الطهطاوي يرى انه لابد من اعداد نخبة من المترجمين لترجمة كتب الغرب وانتفاع الدولة بها، لذلك تقدم بفكرة لمحمد علي بإنشاء مدرسة لتعليم اللغات الأجنبية، وبالفعل تم انشاء مدرسة الالسن وافتتحت فى القاهرة عام 1835م وتولى رفاعة نظارتها وكانت مدة دراستها خمس سنوات، وأصبحت منارة للعلم والتنوير آنذاك. وللطهطاوي العديد من المؤلفات منها ديوان النفيس بإيوان باريس، ومناهج الألباب المصرية فى مباهج الآداب العصرية، انوار توفيق الجليل في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل،والمرشد الأمين فى تربية البنات والبنين. كما قام بالعديد من المترجمات منها تاريخ القدماء المصريين، تعريب قانون التجارة الفرنسى، قائد الفلاسفة، المنطق. وتوفي رفاعة الطهطاوي في 27 مايو عام 1873م، بعدما ساهم في النهوض بالعملية التعليمية بمصر، تاركا خلفه إرثا علميا كبيرا تتوارثه الأجيال على مدار التاريخ.