أمر جيد أنهم بدأوا يدركون أهمية رضا الناس وهو أمر لم يكونوا يفكرون به في الماضي. بهذه الكلمات علق أحد الخبراء السياسيين على حملة "مبارك الخير" التي أعلن أنصار الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عزمهم إطلاقها في شهر رمضان لتوزيع المواد الغذائية والمساعدات على الفقراء. ودشنت صفحة "أنا آسف يا ريس" على موقع التواصل الاجتماعي حملة "مبارك الخير" في رمضان. وهذه الصفحة يديرها بعض الشباب الذين كانوا ينادون باستمرار الرئيس السابق في الحكم حتى استكمال فترته الرئاسية، وطالبوا بعد خلعه بعدم إهانته أو تقديمه للمحاكمة. وأرجع إبراهيم البيومي غانم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تدشين هذه الحملة إلى الرغبة في تحقيق مكاسب سياسية من خلال استغلال حاجة الناس. ورغم عدم رضاه عن الهدف منها إلا أنه حرص على التقاط الجانب الإيجابي فيها، فقال في تصريحات "أمر جيد أنهم بدأوا يدركون أهمية رضا الناس، وهو أمر لم يكونوا يفكرون به في الماضي وكان كل هدفهم هو كيف يسرقون الناس ويقهرونهم". وأرجع غانم التفوق الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين سواء في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية إلى "إدراكهم لأهمية الناس، فكانوا يسعون لكسب رضاهم"، في حين كان الحزب الوطني المنحل - الذي كان يرأسه مبارك - يسعى لقهرهم، مضيفًا أن "السياسة هي أن تسعى لتحقيق مصالح الناس". وفجرت هذه الحملة جدلاً على صفحات فيسبوك بين الشباب المؤيد والمعارض لنظام مبارك، والذين تبادلوا الاتهامات حول الهدف منها. وأعرب مدشنو الحملة في بيان نشرته الصفحة عن أن الهدف منها إنساني بحت وليس له أي أغراض سياسية. وقالوا إنهم سيتفرغون للعمل الخيري لمساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال "شنط" ياميش رمضان وموائد إفطار للفقراء على الطرقات. وأعلن عدد من الصفحات المؤيدة للرئيس السابق منها "فل وأفتخر" و"ثورة غضب أبناء مبارك" تأييدها للفكرة، واقترح بعضهم إنشاء حساب بنكي يتم تحويل التبرعات المادية له لدعم الفكرة ماديًا. في المقابل، استقبل عدد من الصفحات المؤيدة للثورة المصرية هذه الحملة بتعليقات جمعت بين الغضب والسخرية. ووصفت صفحة "بوابة ثورة 25 يناير" الحملة بأنها من تدبير "الثورة المضادة"، وقال أعضاء الصفحة إنها محاولة لإحياء نظام مبارك باستغلال احتياجات الفقراء. ومالت بعض الصفحات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين إلى السخرية من هذه الحملة بالربط بينها وبين ما تقدمه الجماعة من مساعدات للفقراء. وقال أعضاء بصفحة "معًا ضد الإخوان المسلمين" إن "المساعدات والشنط لعبة الإخوان.. ما دخل أبناء مبارك بهذه اللعبة؟"