هل ضاحى خلفان هاجم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان باتفاق مسبق؟، هل مخابرات الدول العربية استخدمت تويتر خلفان لكي توحد صفوف القوى السياسية المصرية خلف د.مرسى وجماعة الإخوان؟. قبل يومين كتبت عن هجوم ضاحى خلفان مدير عام شرطة دبي على الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان، وتأكيده على موقعه بتويتر أن مرسى سيذهب حبوا أو زحفا إليهم، وأنه سوف يقبل يد خادم الحرمين مثلما فعل حسن البنا من قبل، وقلت يومها ان خلفان يعبر بتجاوزاته هذه عن مخاوف الدول الخليجية من حكم الإخوان لمصر، وان مخاوفهم تتلخص فى تصدير الجماعة الثورة إلى بلدانهم، وأنهيت مقالى بتأكيد د.مرسى في خطابه بجامعة القاهرة، أن مصر لن تصدر الثورة لأحد، بعد نشر هذا المقال تلقيت العديد من الرسائل، بعضها انتقدني لأنني لم ألعن والدة خلفان لأنه سب رئيس مصر، لكن وسط هذه الرسائل جاءتني رسالة من القارئ عماد أحمد تتضمن رأيا على قدر كبير من الأهمية، عماد بدأ رسالته بسؤال صادم، قال فيه: أستاذ علاء .. أحترم جدا رأيك وتحليلك، وأقدر تماما ما ذكرته عن مخاوف هذه الدول من تصدير الثورة إليهم عبر جماعة الإخوان، وأتفق معك فى أن خلفان هذا يعبر عن جميع حكام الدول الخليجية، وأنه ليس مسئولا فى حكومة يعبر عن مخاوفه الشخصية تجاه حكم الإخوان لمصر، بل هو أداة لإرادة جميع الحكام العرب، لكن يا عزيزى الفاضل ما أدراك أن هذه القضية فى مجملها تمثيلية؟، لماذا لم نفكر فى أن ما قام به ضاحى خلفان جاء بالاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين، ستقول لى لماذا؟، وهل من المنطقي ان تقوم جماعة الإخوان باستئجار احد الأشخاص لكى يسبهم ويعتدى على كرامة رئيسهم؟، هل من العقل او الحكمة ان تستأجر من يسبك ويهينك ويحط من كرامتك؟. أقول لك: نعم من الممكن أن تستأجر هذا الشخص الوقح لكي يسبك ويهينك أو يهين رئيسك، لماذا؟، لكي تصطف حوله القوى السياسية المعارضة والمناوئة له، ولكي تتعاطف معه الشرائح التي لم تنتخبه، يا أستاذ علاء، فى ظني أن ما قام به ضاحى خلفان كان باتفاق جماعة الإخوان مع بعض حكام الدول العربية التي من مصلحتها استيلاء مرسى والجماعة على السلطة في مصر.. بعض الدول الخليجية كما نعلم كانت تضخ أموالا كبيرة للجماعة لكي تنفق على الحملة الانتخابية لمرسى، وهذه الدول لم تنفق لوجه الله، وليس لإضعاف مصر أو تفتيتها أو إنهاكها أو لأجل إعادة النظام السابق كما يشاع، بل لكى يصبحوا أدواتهم فى حكم مصر وفى السيطرة على قرارها واقتصادها، والمنطقي بعد انفاق كل هذه المليارات أن تعمل هذه الدول على تثبيت أركان رجلهم فى الحكم، فبعد فوز مرسى بالرئاسة، اكتشفت الدول الخليجية أنه لم يفز بنسبة تمكنه من التفاف أغلبية الشعب حوله، لهذا قامت مخابرات هذه الدول باستخدام خلفان فى سب مرسى وجماعة الإخوان، لكى يغير المصريون ويثوروا لكرامة رئيسهم التى أهدرت، إعمالا بالمثل الشعبى القائل: «أنا وأخويا على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب». نحسبها بالعقل وبالمنطق وبالعرف وبكل شيء، هل ما كتبه ضاحى خلفان ضد رئيس مصر يقبله أى مصرى؟، ماذا لو كتب ضد الحاكم السعودى أو السوري أو العراقي أو الكويتى؟، ما الذى كان سيترتب علي هذه الكتابات؟، أضعف موقف تتخذه الدولة أن تغلق سفارة دولة الإمارات، وتسحب سفيرها وتغلق سفارتها فى دولة هذا المسئول الوقح، القرار الثالث أن تضع هذا المسئول على لائحة الانتظار للقبض عليه ومعاقبته لسبه رئيس الدولة، أضف إلى هذا أن تعطى الضوء لوسائل اعلامها لتنشر الغسيل القذر لحاكم هذه الدولة وللمدعو خلفان، وتقوم أجهزة المخابرات بمد الفضائيات والصحف بما لذ وطاب، أو أن يصدر اعتذار رسمي من رئيس هذا الوقح، وان يصدر قرارًا بعزل هذا الوقح من منصبه وإحالته إلى المحاكمة لإهانة حاكم دولة شقيقة، لكن تعالى نرى رد فعل الرئيس مرسى، ماذا فعل؟، وماذا فعلت جماعة الإخوان؟، أقول لك: الخارجية المصرية طالبت نظيرتها الإماراتية بالتوضيح، نظيرتها الإماراتية أرسلت احد موظفيها (مساعد وزير خارجية) فى زيارة عدة أيام، والمتحدث باسم الرئاسة المصرية قال: إن سب الجماعة يخصها، وفوض الجماعة فى الرد على ضاحى خلفان.. مش بقولك تمثيلية.