لم تكن تتخيل نورهان نبيل، الموظفة في أحد البنوك الحكومية، أن اتصال خالة زوجها المتكرر في أوقات العمل الرسمية سيحمل لها نبأ استشهاد زوجها الرائد محمد شلبي الذي سافر منذ أقل من أسبوع إلى سيناء لتأدية واجبه الوطني كمعاون مباحث بقسم الشيخ زويد لتنهار وتسقط أرضا وسط زملائها ما دفع مدير الفرع للاتصال بوالدها الذي هرول إليها - وفق مصطفى عبدالجواد صديق الشهيد ل "الوفد". تلقت الأم اتصالا من قيادة بوزارة الداخلية ليبلغها باستشهاد ابنها الأكبر وعاهل الاسرة الوحيد ذكرها بوفاة والده طبيب العظام الذي تركها في ريعان شابها لتربي 3 أطفال هم "محمد ومصطفى ومحمود" والتي لم يستطيع أحد من المحيطين بها بمنزلها بشارع المحطة بميدان الجيزة وقفها عن الصراخ والبكاء أو التحدث معها حتى اللحظة. "متخافوش لو مت شهيد أمي هتروح تحج وبنتي واخواتي هيعيشوا مرفوعين الرأس" كان هذا رد الشهيد محمد شلبي على إخواته وأصدقائه عندما رفض قرار نقله للقاهرة عدة مرات قائلا "أنا عارف اني هموت". لكن صديقه لم يستطع وقف بكائه عند سؤاله عن أولاد الشهيد قائلا: "عنده طفلة عمرها سنة ونصف وزوجته حامل في طفل 5 شهور". وأعلنت وزارة الداخلية الثلاثاء الماضي استشهاد ضابطي شرطة وفردي شرطة، و3 مواطنين، إثر تفجير انتحاري نفسه بالشيخ زويد. وقالت الوزارة في بيان رسمي: إنه أثناء قيام قوة أمنية بإجراء عملية تمشيط بمنطقة السوق بدائرة قسم شرطة الشيخ زويد، قام شخص انتحاري يبلغ من العمر حوالى 15 عامًا بتفجير نفسه بالقرب من القوة الأمنية. واستكمل البيان" وأسفر الهجوم عن استشهاد ضابطين، وفردي شرطة، فضلاً عن استشهاد 3 مواطنين أحدهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بالإضافة إلى إصابة 26 من المواطنين، تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج.