أكدت دراسة جامعية أن الصفحة الأولى في الصحف المصرية تعد واجهة الصحيفة التي تحمل اسمها وشخصيتها العامة للقراء وأن قراءة أي صورة في تلك الصفحة يعتمد على تاريخ ذلك المجتمع وكيف ينظر فيه الأفراد إلى الدلالات والمعاني الإيحائية و توظيف كل من: المصدر، زوايا التصوير، أنواع اللقطات، الموقع، المساحة، الألوان، تحليل الرسائل الكلامية المصاحبة للصور، تحليل الشخصيات المتضمنة بالصورة واتجاهاتها. جاء ذلك خلال رسالة دكتوراه للباحث حسن محمد فرحات،المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة الأزهر على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات المصرية والعربية في موضوع" سيميائية الكلمة والصورة في الصفحة الأولى بالصحف المصرية – دراسة دلالية على عينة من القضايا السياسية بعد ثورة 30 يونيو 2013م"، وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتور عبدالعزيز السيد عبدالعزيز أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة بني سويف، والعميد المؤسس لكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادي "مشرفًا رئيسًا" و الدكتور محمد شعبان وهدان أستاذ ورئيس قسم الصحافة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة – جامعة الأزهر "مشرفًا مشاركًا" و الدكتور عبدالصبور محمد فاضل أستاذ ورئيس قسم الصحافة، والعميد المؤسس لكلية الإعلام- جامعة الأزهر "مناقشًا داخليًا" و الدكتور حلمي محمود محسب رئيس قسم الإعلام الإليكتروني ووكيل كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال-جامعة جنوب الوادي مناقشًا خارجيًا". ويتناول الباحث موضوع الدراسة معتمداً على إطار نظري ومعرفي يتفق مع طبيعة الدراسة الكيفية، والسيمياء هو مصطلح ظهر في بداية القرن التاسع عشر، ليعنى بدراسة العلامات –حيث تتكون من عنصرين رئيسيين هما الدال، والمدلول .وتشير السيميائية هنا إلى ما توحيه الكلمات والصور من دلالات ومعان للقارئ، وجاءت الدراسة الراهنة كمحاولة لتسليط الضوء على الآلية التي تستخدم للتحليل السيميائي للكلمة والصورة الصحفية في الصحافة المصرية باختلاف توجهاتها وأنماط ملكيتها، وكيف ساهمت في التعبير عن القضايا السياسية بعد ثورة 30 يونيو2013م. واعتمدت الدراسة أسلوب الحصر الشامل لكل الصور الصحفية المتعلقة بقضيتي الدراسة (الانتقال الديمقراطي والإرهاب) في الصفحة الأولى حرصاً على أن تأتي النتائج وهي تتسم بأكبر قدر من الصدق والدقة والموضوعية. وتم اختيار الصفحة الأولى انطلاقاً من كونها تعد واجهة الصحيفة التي تحمل اسمها وشخصيتها العامة للقراء. كما اعتمدت الدراسة على وحدة الصورة كوحدة للتحليل، لاستخلاص رسائل ذات معاني ودلالات من خلال إشارات بصرية موحية داخل مضمون الصور الصحفية باستخدام آليات توظيف كل من: المصدر، زوايا التصوير، أنواع اللقطات، الموقع، المساحة، الألوان، تحليل الرسائل الكلامية المصاحبة للصور، تحليل الشخصيات المتضمنة بالصورة واتجاهاتها. ولفهم الرسالة التي تبعثها الصورة لابد من معرفة الواقع الثقافي والمعرفي للمجتمع فقراءة أي صورة يعتمد على تاريخ ذلك المجتمع وكيف ينظر فيه الأفراد إلى الدلالات والمعاني الإيحائية . وأكدت نتائج الدراسة أنه في التحليل السيميائي لقضيتي الانتقال الديمقراطي والإرهاب وإيضاح الدلالات لبعض النماذج والرموز التي اشتملت عليها تبين ما يأتي: سيميائية الملابس والتي سيطرت عليها ملابس سوداء يرتديها الثكالى حزنا على فقدان ذويهم من الشهداء، أو تلبسها النساء في التظاهرات وفي اللجان والأماكن العامة وخاصة كبار السن دلالة على الحشمة والوقار، وسيطرت علي سيميائية الملابس أيضاً ملابس المتهمين والمحكوم عليهم وفق لوائح السجون المصرية ، فالملابس الحمراء وهي ملابس المدانين بجرائم وصدر في حقهم حكم الإعدام، والملابس الزرقاء وهي ملابس المدانين الذين صدر في حقهم أحكام بالحبس ومازال التحقيق يجري معهم، والملابس البيضاء وهي ملابس المتهمين المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا ولم يصدر بحقهم أحكاماً، كما ارتدى بعض المتظاهرين العلم المصري الذي يشتمل على الألوان الحمراء والبيضاء والسوداء كرمز للتعبير عن الوطنية . واللون البرتقالي هو الغالب في فيديوهات داعش ويُعتقد أنه لون زي سجناء جوانتنامو.وتظهر سيميائيات الإشارات والوضعيات في الاشتباكات بين أنصار مرسي ومؤيدي ثورة 30 يونيو كعلامة رابعة وعلامة النصرV)) وكالمشنقة – وظهرت سيميائيات الرايات في العلم المصري وراية داعش_ كما ظهرت سيميائيات لغة الجسد في وضعيات وحركات بعض المتظاهرين وفي حرص الداعشيون على تصوير قوة أجسادهم، وفي وضعيات وحركات مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين داخل القفص_ كما غلب علي سيميائية زوايا التصوير الزاوية المستوية العادية باعتبارها محايدة وموضوعية.