أثار فوز الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية مخاوف المثقفين والمبدعين خاصة أنه ينتمي لتيار الإسلام السياسي الذي تم اتهامه بإقصاء المبدعين من تأسيسية الدستور فور ظهوره علي الساحة السياسية وحصوله علي الأغلبية البرلمانية، وما بين احلام المثقفين باستعادة مقاعدهم في الصفوف الأولي والمشاركة في صناعة القرار بعد ثورة 25 يناير باعتبار ان الثقافة هي القوة الناعمة وبين الواقع الأليم الذي همشت فيه الثقافة ولم يكن لها وجود في برامج كافة مرشحي الرئاسة. يتوجس المثقفون خيفة من العهد القادم، ويبدو أنهم ادركوا في النهاية انهم امام امر واقع فقرروا ان يتجرعوا السم ليكون بمثابة المصل الذي يقيهم من الفناء. فهل يتم اقصاء المثقفين والمبدعين ومحاصرتهم خلال المرحلة القادمة؟ ام سيزداد المثقفون صلابة ويقاومون الرجعية؟ وماذا يريد المثقفون من الرئيس الجديد؟. يقول الروائي سعيد الكفراوي ان الثقافة لم تكن موجودة من الأساس علي لائحة أي من المرشحين، وينظر لها علي أنها زائدة علي الحاجة ولا ضرورة لها أو كأنها خارج التأثير والفعل، وما دامت الانتخابات قد تمت وجاء من يدير البلاد في سنوات أربع قادمة فنحن نتمني منه العمل علي عودة الدور الثقافي الفاعل الذي شارك في تكوين العقل العربي منذ أوائل القرن العشرين وحتي زمن سابق جاءت عليه حقبة مبارك بالتهميش، كما نتمني من الحاكم الجديد أن تتجاور القناعات الثقافية التي تعبر عن الجماعات المختلفة ليكون نتاجها آخر الأمر في صالح المصريين وأرجو ان تتسع مساحة الحرية باعتبار الثقافة حرية وان يغيب عن أفق الفكر المصري كلمة المصادرة والتفتيش في ضمائر الناس والحكم علي العمل الابداعي بمنطق كتابته فقط وليس من منطلق ضمير من كتبه، ونتمني ان يهتم الرئيس الجديد بتراث مصر الثقافي آثارا وسينما وادبا وفكرا، وان تسهم الثقافة المصرية بما تمتلكه من رصيد حضاري في تطوير التعليم الذي هو الغاية، كما نطلب النظر إلي إبداع الشباب بما يحمله من طموح، وأخيرا لا نريد ألا يحكم الرئيس او نظامه علي الثقافة والمثقفين من منظور ديني لأن الدين لله والوطن للجميع. أما الكاتب والشاعر حمدي أبوجليل فيقول انه توقع فوز مرسي في الجولة الأولي وعندما دخل الاعادة مع شفيق تمني ان يفوز مرسي ليس لأنه من مؤيديه ومريديه ولا لانتمائه للتيار الديني ولكن لمقاومته وانتقاده علي اسس موضوعية سليمة وكانوا قديما يردون علي من ينتقدهم بأنهم خارج السلطة ومطاردون وليس في ايديهم شيء أما الآن فليس لديهم حجة. واضاف ان الوضع الآن يتطلب محاربتهم بضراوة اذا اساءوا استخدام السلطة، واشار إلي أن تمكينهم من السلطة كان حتميا لاكتشاف حقيقة عقليتهم، وأكد انه يعتقد ان هذا التمكين فيه نهاية للإسلام السياسي في مصر، وقال ان الخوف علي حرية الابداع والرأي مخاوف لا مبرر لها، فالميدان سيظل موجودا والشعب المصري لن يقبل استبدادا بعد اليوم، واضاف ان من يقاوم الثقافة والابداع مثل من يقاوم الشمس بالحجارة فلابد ان ترتد عليه ومصادرة أي نوع من الابداع يخرجه من المحلية إلي العالمية، واختتم حديثه بمقولة كتبها علي صفحته بالفيس بوك وهي «انا أتجرع مرسي كالسم حتي اتخلص منه». ويقول الروائي منتصر القفاش انه قاطع الانتخابات ولم يدل بصوته، وأضاف ان وصول مرسي للحكم كان امرا طبيعيا ومتوقعا إلي حد كبير، واظن ان الثورة لم تكتمل حتي الآن وربما تحمل الأيام القادمة مفاجآت كثيرة للجميع، وقال ان هناك عقبات كثيرة وتحديات اكثر تواجه المصريين الآن للدفاع عن مدنية الدولة والحفاظ علي مصريتنا حتي لا نتوه وسط الخطاب الديني المسيس، ويضيف القفاش اعتقد ان دور المعارضة بدأ من الآن ويجب ان تكون يقظة لا تغفل عن أي شيء يفعله الرئيس وان تضعه تحت الرقابة لأن أي غفلة سوف تؤدي بمصر إلي طريق ضد حضارتها ومصر هي التي يجب ألا نفرط فيها، وعلي الرئيس الجديد ان يثبت انه رئيس لكل المصريين وليس رئيساً لتيار بعينه ولا يكفي ان يظل يردد وعوداً سمعناها كثيرا اثناء الانتخابات بمرحليتها وعليه ان يبدأ خطوات جادة في تنفيذ كل ما وعد به. ويقول الدكتور مدحت الجيار استاذ النقد بكلية الآداب جامعة حلوان: علي الجميع احترام كلمة الشعب وإعلاء سيادة القانون واحترام نتيجة الصندوق والتعاون مع الرئيس الجديد من اجل مصر، طالما انه يعمل لصالح الشعب والوطن حتي يثبت خلاف ذلك، وعلينا نحن الشعب ان نراقبه ونري اسلوبه في السلطة ولا نتسرع في الحكم عليه لمجرد انه ينتمي لتيار متشدد، فإن احسن فلنعينه وان اساء فلنقومه، واضاف ان المثقفين يطالبون الرئيس الجديد برعاية الثقافة والابداع واحترام حرية الرأي والتعبير.