أكد عدد من خبراء التربية والتعليم أن ماتبُثه وسائل الإعلام والسوشيال ميديا من صور متعددة من الانهيار الأخلاقي والتجاوزات، من الأسباب الرئيسية لحدوث ظاهرة العنف المدرسي المتبادل بين الطلاب والمعلمين، مطالبين بضرورة فرض قوانين رادعة للقضاء على هذه التجاوزات المتكررة ومحاربة هذه الظاهرة الخطيرة، حتى لا تتسبب في عرقلة سير العملية التعليمية. وقد تكررت في الأونة الأخيرة العديد من وقائع التعدي والعنف المتبادل داخل المدارس بين الطُلاب والمعلمين، حيث انتشرت حالات الاعتداءات على المعلمين من قبل الطلاب، ومن ناحية أخرى زادت ضرب التلاميذ وصفعهم على وجوههم أو شد شعرهم من المعلمين، والتي كان آخرها انتشار فيديو واقعة تعدي مدير مدرسة جمال عبد الناصر بمدينة دار السلام، على إحدى الفتيات بشكل مبالغ فيه، وشد "شعرها" أثناء حضورها بطابور المدرسة. ومن خلال هذا التقرير رصدت "بوابة الوفد"، آراء بعض الخبراء التربويين عن أسباب انتشار هذه الظاهرة وطرق القضاء عليها وبدوره استنكر الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي والتعليمي، فيديو واقعة تعدي مدير مدرسة جمال عبد الناصر على إحدى الفتيات، مؤكدًا أن ماتبُثه وسائل الإعلام والسوشيال ميديا من صور متعددة من الانهيار الأخلاقي والتجاوزات، من الأسباب الرئيسية لحدوث ظاهرة العنف المدرسي، فضلًا عن زرع العنف والسلوكيات البذيئة داخل عقول جميع أفراد المجتمع من كبار وأجيال ناشئة. وأكد حمزة، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي بالمدارس سيساهم بشكل كبير في معالجة مثل هذه الأمور، بالإضافة إلى تفعيل جميع الأنشطة المدرسية للطلاب لتفريغ طاقاتهم فيها، ومن جهة أخرى توعية وتثقيف المعلمين ورفع كفاءتهم التعليمية والمادية والمعنوية، وإعادة مكانة المعلم كما كانت من قبل وزرع الثقة بداخله من جديد. وطالب الخبير التربوي والتعليمي، بضرورة وضع ضوابط وقوانين من قبل الوزارة لتقنين التجاوزات المتكررة بين الطلاب والمعلمين، مشددًا على تسريع مواجهة هذه الظواهر التي انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، من خلال محاسبة كل من الطلاب والمعلمين والمديرين، وفرض عقوبات مشددة في حال ارتكابهم أي تجاوزات تعرقل من مسار العملية التعليمية وتقلل من قيمتها. ومن جانبه أعرب الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، عن إستياءه الشديد على مشاهدته لفيديو واقعة تعدي مدير مدرسة جمال عبد الناصر على إحدى الفتيات وشد "شعرها" في طابور المدرسة، رافضًا لإنتشار ظاهرة العنف في المدارس، حيث أنها تُعرقل من سير العملية التعليمية وتساهم في فقد التعليم لمعناه الحقيقي. وأكد مغيث، أن الضغوط النفسية الموجودة على المعلم هي ماتضطره إلى ممارسة أشكال العنف مع الطلاب، وذلك نظرًا لقلة المرتبات وعدم الاهتمام بشؤون المعلمين وإنتشار الدروس الخصوصية، مطالبًا بضرورة وضع رقابة على وسائل الإعلام في عرض الأفلام التي تُهين المعلم وتُقلل من شأنه وقيمته العلمية داخل الأفلام والمسلسلات، التي تتسبب في حدوث التجاوزات بين الطلاب والمعلمين. وطالب الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، بضرورة علاج هذه الظواهر والتصدي لها من جميع المسئولين، حيث أنها أصبحت متفشية بصورة كبيرة داخل المدراس، بالإضافة إلى فرض عقوبات قانونية رادعة على كل من يتعدي بالضرب أو السب من قبل المعلمين أوالطلاب. وفي سياق متصل قالت فاطمة تبارك، الخبير التربوي، إن حوادث العنف في المدارس قد تكررت في الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ بين المعلمين والطلاب، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب على رأسها فقدان الطلاب إلى معايير القيم والأخلاق وإحترام المعلم وإدراك قيمته، مؤكدة أن هذا الأمر أدى إلى ظهور خلل في العلاقة بين الطرفين ولجوء كلًا منهما إلى إهانة الأخر. وأضافت تبارك، أن المدارس أصبحت تفتقر عوامل الجذب التي تساعد الطلاب على ممارسة العملية التعليمية بنوع من الرضا والحب، إلى جانب إنهيار قيمة المعلم ومكانته العلمية والأدبية أمام الطلاب نتيجة إعتمادهم على الدروس الخصوصية، لافتة إلى دور وسائل الإعلام في تفشي هذه الظواهر من خلال عرضها للعديد من الأفلام التي تُقلل من قيمة المعلم وتساهم في تغيير سلوك الشباب إلى الأسوأ. وشددت الخبير التربوي، على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة المسيئة للعملية التعليمية، من خلال محاسبة كل من يمارس سلوك ينافي لماعيير التربية والتعليم، بالنسبة للمعلم والطالب على حد سواء، وفرض عقوبات رادعة تصل إلى الفصل، بالإضافة إلى توعية وتثقيف المعلم بطرق التربية والتدريس الحديثة، وتأهيله نفسيًا لتحسين العلاقة بينه وبين الطالب.