قال الكاتب الصحفي، عبدالعظيم حماد، رئيس تحرير جريدتي الأهرام والشروق سابقًا، أن ثورة يوليو 1952، لم تحقق جلاء الإنجليز عن مصر، ولكنه تحقق بالتفاوض، في ظروف عالمية مختلفة، عن ظروف التفاوض أثناء ثورة 1919، فبالرغم من أن التفاوض محسوب للضباط، إلا أنه يبقى تفاوضا. وأضاف حماد، خلال كلمته، في المؤتمر الدولي للاحتفال بمئوية ثورة 19 في يومه الثالث، المنعقد بدار الأوبرا، أن أحد الفروق بين ثورتي 19 و52، أن الضباط الأحرار كانوا أكثر استيعابا لمتطلبات العصر، عن نخبة 1919، الذين كانوا متمسكين بوحدة مصر والسودان، لأسباب ليست مفهومة إلى الآن، خاصة في ظل عدم وجود تمثيل للسودانيين داخل الوفد، وهذا النضج لدى الضباط، فك قيدهم من تقيد كل حكومة وفدية أثناء التفاوض من التمسك بالسودان. وشدد رئيس تحرير الأهرام والشروق سابقا، على أن المتغيرات الدولية، لعبت دورا كبيرا في تحقيق الجلاء، لاسيما من خلال فك عقدة التفاوض حول السودان، وتخلي الضباط الأحرار عنها، والتمسك برفض الحماية البريطانية على مصر في ظل الاحتلال، ودخول مصر في قوات الدفاع عن الشرق الأوسط، فكان الحل الوسط، هو الاحتفاظ بالقاعدة العسكرية البريطانية في مصر، للدفاع عنها في حال تعرضها أو تركيا أو دول الشرق الأوسط للخطر، ولم ينته ذلك إلا بعد تأميم قناة السويس. واختتم حماد كلمته، بأنه من المجحف أن يقال أن ثورة 19 فشلت، فهذا التعبير مجافي للحقائق وللعلم، مضيفا، أنه إذا كانت ثورة 19 وطنية ديمقراطية، و 52 وطنية اجتماعية سلطوية، فالثورة في 2011 وطنية وديموقراطية واجتماعية، وكونها لم تنتج من يحافظ على هذه المبادئ ويحميها، فهذا لا يبخسها حقها.