نظم معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس اليوم الثلاثاء ندوة بعنوان "مستقبل المياه في مصر"، برعاية الدكتورة ايناس عبد الدايم، وزيرة الثقاقة، والدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس الجامعة، وتدور الندوة حول أهم التحديات التي تواجه الموارد المائية في مصر، وكيفية التعامل مع هذه التحديات. وعرضت هذه التحديات بواسطة عدد من الخبراء المختصيين حيث حضر الندوة كلًا من الدكتور هشام القصاص، عميد معهد الدراسات والبحوث البيئية بالجامعة، والدكتور محمود أبو زيد، وزير الري والموارد المائية الأسبق، والدكتور طه عبد العظيم، وكيل المعهد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عباس الشراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير الدولي في الموارد المائية والري، والدكتور حافظ شمس الدين، مقرر لجان الثقافة العلمية بوزارة الثقافة، والإعلامية جيهان طلعت، مذيعة التليفزيون المصري. ومن هذا المنطلق قال الدكتور محمود أبو زايد، إن هناك العديد من الأزمات التي تواجه مصر والتي على رأسها نقص المياه الذي يتفاقم بمرور الوقت مع تزايد الكثاقة السكانية والتي تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة على حد تعببره، مشيرًا إلى ضرورة التصدى وضع حلول جذرية تتناسب مع الموارد المتوفرة في الدولة. وأوضح " أبو زيد"، أن حصة مصر من المياه لن تتغيير، بالرغم من تزايد عدد السكان وزيادة نسبة الاستهلاك، علاوة على أن هذه النسبة معرضة للتناقص في الوقت المقبل، منوهًا على أنه من المتوقع أن يقل نصيب الفرد من المياه ليصل إلى 6 متر مكعب بحلول عام 2025. وأشار ، إلى أن الأزمات الحالية إذا ظلت بنفس الوضع سوف تتعرض مصر لكارثة كبرى حيث سيكون الطلوب أكثر من المعروض بشكل كبير، موضحًا أن هناك تحديات عديدة منها زيادة الطلب على المياه من قبل القطاعات المختلفة كالزراعة والصناعة. وأفاد، أن الدولة تسعى لزيادة الرقعة المعمارية من خلال الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، موضحًا أن هذه الزحف يتسبب في قلة المواد الغذائية وزيادة الطلب على الموارد المائية التى تتقلص مع الوقت بسبب بناء سد النهضة الاثيوبي. وتابع: " حصة مصر من المياه انخفضت بمعدل 7.5 مليار متر مكعب بسبب بناء سد النهضة، ولكى نتخطى المزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة يجب الاعتماد على مصادر أخرى للمياه غير نهر النيل". ومن جانبه، علق الدكتور عباس الشراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير الدولي في الموارد المائية والري، على مقترح توصيل نهر الكونغو بنهر النيل، قائلًا:"مقترح رائع لكنه صعب خاصة أن هناك الكثير من الجبال تحتاج إلى الاغتراق وهذا الأمر يحتاج إلى تكلفة هائلة علاوة على أهمية عقد اتفاقيات مع أكثر من 11 دولة أفريقية وهذا الأمر يعتبر في غاية الصعوبة في الوقت الحالي". وأوضح " الشراقي"، أن المقترح يعتبر خطوة جيدة نحو إيجاد مصدر بديل للمياه في مصر لكنه يحتاج إلى ملايين المليارات وقد لا ينجح في نهاية الأمر، مؤكدًا على ضرورة العمل على إيجاد حلول ممكنة الحدوث بدلًا من المقترحات التي تحتاج لوقت طويل لتنفيذها. وتابع:"مشكلة المياه عميقة وتحتاج للتعاون والتكاتف بين جميع الاطراف من أجل وزن المعادلة والتي اساسها زيادة الاستهلاك والزيادة السكانية وطرفها الأخر منسوب نهر النيل الذي لا يزال ثابت ولم يتغير".