نقلت شعب وتاريخ مصر من عهد المحتلين العبيد إلى عهد ثوار مناضلين مطالبين بالحرية كفاح الشعب المصرى أجبر الحاكم الإنجليزى على الإشادة بروح الثورة وقدم اعتذاره للزعماء الذين تم نفيهم الشعب عانى من تسلط الوالى التركى ومعاملة المحتل الإنجليزى وبقايا المماليك الشعب المصرى هبّ فى مختلف الشوارع والقرى والميادين يهتفون: سعد.. سعد.. وتحيا الثورة ثورة 19 أعطت لشعب مصر مكاسب سياسية وثقافية واجتماعية القضاء استرد استقلاله كاملاً ولأول مرة فى تاريخه عندما عادت حكومة الوفد فى 10 يناير 1950 سلطات الاحتلال ورجال الملك وقادة أحزاب الأقليات تربصوا بالوفد لإرضاء الملك حكومة الوفد ألغت قلم البوليس السياسى عام 1950 تماماً ونهائياً ثورة 19 كشفت عيوب المجتمع بعد أن ازدادت الأمراض المجتمعية والسياسية ثورة 19 نجحت فى اقتناص سيادة المصريين من براثن الدولة الأكبر والأعظم فى تلك المرحلة حكومات الوفد تمسكت بتطبيق القانون واحترام الدستور فأصبحت مصر دولة المواطنة والوحدة الوطنية «قال أحمد عودة الرئيس الشرفى لحزب الوفد إن ثورة 19 كشفت عيوب المجتمع المصرى بعد أن ازدادت الأمراض المجتمعية والسياسية، فنقلت شعب مصر وتاريخ مصر من عهد المحتلين العبيد إلى عهد ثوار مناضلين مطالبين بالحرية، بعد أن عانى الشعب من تسلط الوالى التركى ومعاملة المحتل الإنجليزى وبقايا المماليك. وأكد عودة أن ثورة 19، وشملت جميع فئات الشعب من العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين والمسلمين والمسيحيين والموظفين والتجار، وأن الشعب المصرى هب فى مختلف الشوارع والقرى والميادين يهتفون سعد.. سعد.. وتحيا الثورة، إلى أن قادت الثورة شعب مصر وأخرجته من الظلمات إلى النور. وأشار الرئيس الشرفى لحزب الوفد إلى أن ثورة 19 أعطت للقضاء المصرى قيمة كبيرة لأنها إلغاء الامتيازات الإنجليزية التى تتمثل فى القضاء المختلط وهذا القضاء كان يُهدر قيمة الشعب المصرى وقيمة استقلاله، حيث إن القضاء لم يكن مسقلاً، وكانت التدخلات فيه سافرة بالاستبداد والتعسف ونقل القاضى أو استبداله أو فصله. مشيراً إلى أن القضاء استرد استقلاله كاملاً ولأول مرة فى تاريخه عندما عادت حكومة الوفد فى 10 يناير 1950.. وكان من طبيعة حكومات الوفد التمسك بتطبيق القانون واحترام الدستور فأصبحت مصر دولة المواطنة والوحدة الوطنية. موضحاً أن رجال الملك وجماعة الإخوان هم الذين يهاجمون حزب الوفد وقياداته، بالإضافة إلى سلطات الاحتلال ورجال الملك وقادة أحزاب الأقليات تربصوا بالوفد لإرضاء الملك. ولكن بعد حركة 23 يوليو كان عبدالناصر والمنتفعون من حوله ورجال الجاه والنفوذ والسلطان الجدد، منهم من كان يهاجم زعماء الوفد وثورة 19. ما قيمة ثورة 19 لدى الشعب المصري؟ - قيمة ثورة 19 للشعب المصرى وتاريخها كثورة هى قادت الشعب وأخرجته من الظلمات إلى النور لأنها أعدت الشعب المصرى وجرأته على المطالبة بالحرية والاستقلال عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، لأن ظروف الشعب وأمور البلاد كانت وصلت إلى أسوأ مدى وكان الشعب يعانى من تسلط الوالى التركى ومعاملة المحتل الإنجليزى للشعب، حيث كانت السلطة تعامله كالعبيد، وكان الشعب المصرى يعانى أسوأ المعاملات من الوالى التركى وبقايا المماليك، ومن رصاص المحتل الإنجليزى الذى لم يكن يترك حدث من الأحداث إلا ويصدر فيه أمر تعسفياً من المعتمد البريطانى المتمثلة فى سلطة دولة الإحتلال، وكل من كان يعيش على أرض مصر من المصريين عانى أسوا المعاناة.. ولماذا وقف الشعب المصرى خلف سعد زغلول وسانده؟ - كل هذه المعاناة التى كان يعانى منها الشعب المصرى كانت سبباً جوهرياً للخروج لمؤازرة سعد باشا زغلول، وسانده هو ورفاقه عندما طالب بالذهاب إلى مؤتمر الصلح فى باريس مطالباً بتحقيق الاستقلال الكامل لشعب مصر، لأنه وجد من يتحدث عنهم ويطالب بتحقيق آمالهم، وحينها وقف المعتمد البريطانى المتعجرف وأساء إليهم ورفض سفر الوفد، بل وقام بنفى الزعماء من مصر إلى جزيرة مالطا ثم تأثر الشعب المصرى وهاج وأعلن رفضه للاحتلال وحاربه بكافة الأسلحة المتاحة له وأجبر الحاكم الإنجليزى على الإشادة بروح الثورة وقدم اعتذاره للسادة الذين تم نفيهم وإعادهم إلى مصر. رغم نفى زعماء الثورة إلا أنها ظلت مستمرة؟ - نعم هذا صحيح.. بل خرجوا بعدد أكبر من الثوار، لأن سعد باشا زغلول كان أصدر تعليماته بتجهيز عدد من القادة، حيث إذا قبض على الصف الأول من زعماء الثورة يخرج الصف الثانى وإذا قبض عليه يخرج الصف الثالث وهكذا تم إعداد قادة للثورة من مختلف الأعمار والفئات وبالفعل بدء ظهور الثوار مجموعة وراء مجموعة حتى وصلوا إلى 25 قائداً من الثوار يساندون سعد زغلول أبرزهم على شعراوى ومحمد محمود وحمد الباسل وعبدالعزيز فهمى. إذا ثورة 19 بدأت الزخم والحراك فى الشارع المصري؟ - نعم.. وحاول المعتمد البريطانى اللورد «وينجت» تسفيه مطالب سعد زغلول ورفاقه حيث قال لهم: أنتم لا تمثلون شعب مصر، فانطلق الشعب عن بكرة أبيه بعمل التوكيلات للثوار بقيادة سعد زغلول وتحركت الجحافل والتكتلات السياسية فى كل بقعة من أرض مصر، وشملت الثورة العمال والفلاحين والطلبة والمثقفين والمسلمين والمسيحيين والموظفين والتجار حتى وصلت الثورة إلى تلاميذ المدارس، ونادى الثوار بالإستقلال التام وأعلنوا تهديدهم الكامل للمحتل وبدأ الشعور الوطنى نحو تقديم الثوار لشعب مصر كبداية لثورة 19. وما أثر ثورة 19 فى تاريخ مصر الحديث؟ - بداية.. ثورة 19 نقلت شعب مصر وتاريخ مصر من عهد المحتلين العبيد إلى عهد ثوار مناضلين مطالبين بالحرية التى لا يرضى عنها الشعب بديلاً، لأنها جعلت الشعب يطالب بالحرية والتحرر، حيث هب شعب مصر فى مختلف الشوارع والقرى والميادين يهتفون سعد.. سعد.. وتحيا الثورة، وكل هذا شد من أزر الثوار وأخضع المعتمد البريطانى وسمح لهم بالسفر إلى مؤتمر الصلح، وهذا المؤتمر كان له فائدة مع أنه لم يكن له مؤيدون على الطريق الدولى، ولم تساندهم بريطانيا بلد الاحتلال ولهذا لم يوافق مؤتمر الصلح على طلبات المصريين، فلجأ الشعب المصرى إلى القتال من أجل تحقيق مطالبهم كثوار عاديين يتعرضون لاحتلال إنجليزى واحتلال عثمانى وبقايا حكم المماليك. ما الذى تبقى من ثورة 19؟ - الذى تبقى من ثورة 19 أنها لا تزال حية وباقية فى ضمير الشعب المصرى وأن الزعماء الذين رفعوا الراية جيلاً بعد جيل بدءًا من سعد زغلول والنحاس وفؤاد سراج الدين الذى تحرك إثر الإذن بعودة الأحزاب المصرية منذ إلغائها فى يناير 1953 وحتى عودتها 1977، فأعلن بيان عودة حزب الوفد مرة أخرى وخروج الوفد إلى النور لأنه صاحب التاريخ المشرف، وكان لى شرف الانضمام إلى الوفد 1950 ولكن حركة يوليو حلت الأحزاب وحكمت عن طريق الحزب الواحد وزرعت الديكتاتورية البغيضة فى مصر، ولكن شعب مصر ظل على عهده بمطالبته بعودة الوفد إلى الحساة السياسية.. إذا ثورة 19 أعطت لشعب مصر سياسياً وثقافياً واجتماعياً والوفد يحرص على المصلحة العليا للشعب بكافة طوائفه والوفديين يعتزون بعضويتهم ل«الوفد» وبإنتمائهم لمصر. ماذا أعطت ثورة 19 للقضاء المصري؟ - ثورة 19 أعطت للقضاء المصرى خطوة لم يكن يحلم بها، وكانت تتجلى فى احترام القضاء المصرى والتى كانت تتجلى فى إلغاء الامتيازات الإنجليزية التى تتمثل فى القضاء المختلط وكانت تجعل محاكمة الأجانب الذين يعيشون على أرض مصر من اختصاص قضاء مختلط، وهذا القضاء كان يُهدر قيمة الشعب المصرى وقيمة استقلاله لأنه بالطبع كان يُجامل أصحاب السلطة والنفوذ من الأجانب، وتم إلغاؤه فى اتفاقية مونترو 1937 والتى وقعها رئيس الوزراء حينها مصطفى باشا النحاس. وإلى أى مدى كان القضاء مستقلاً؟ - القضاء لم يكن مسقلاً، وكانت التدخلات فيه سافرة بالاستبداد والتعسف فى نقل القاضى أو استبداله أو حتى يتم فصله من القضاء، حتى بعد 1937 لم يكن يخلو من بعض الهفوات. إذن متى استرد القضاء المصرى استقلاليته؟ - القضاء استرد استقلاله كاملاً ولأول مرة فى تاريخه فى أوائل الخمسينيات عندما عادت حكومة الوفد فى 10 يناير 1950، واستمرت حتى 26 يناير بعد حريق القاهرة 1952. وهل كانت منظومة التشريعات القضائية تتناسب مع أهداف ثورة 19؟ بدون شك المنظومة القضائية كانت تتناسب مع أهداف ثورة 19 خاصة بعد إصدار قانون استقلال القضاء، وقانون إلغاء الامتيازات الأجنبية، وقانون احترام حرية الإنسان، وقانون احترام طلبة العلم، فهذه الحقوق الواجبة لم تكن كتوفرة قبل ثورة 19. ** ألم تكن هذه التشريعات تعانى من بعض العيوب والثقوب الدستورية؟ - أستطيع القول إنها كانت شيئاً أفضل من لا شيء، وقليل أفضل من كثير بمناسبة الظروف التى كانت تحيط بحكومات الوفد التى تتولى الحكم، حيث كانت تمكث 3 أو 4 شهور ثم تتم إقالتها من الملك، فلم تكن تحصل على الوقت الكافى فى السلطة، فلا تستطيع أن تنفذ كامل برنامجها الذى كانت تعد له، وكان هناك دائماً تربص من سلطات الاحتلال ومن سلطات الملك ومن رجاله وحاشيته وقادة أحزاب الأقليات التى كانت تسعى لإرضاء الملك الذى كان يقف ضد الوفد. كيف أنشأت حكومة الوفد محكمة النقض؟ - كان الوفد حريص طوال تاريخه على استقلالية القضاء بالكامل وعمل على نشر كوادر القضاء وقام على تطويرها وتحسينها بقدر الإمكان والمتاح وأنشأ محكمة النقض فى الثلاثينات ولذلك نجد أن حزب الوفد إعتنى بقوانين العمال والفلاحين والطلبة، وصدرت عدة كيانات فئوية فى عهد حكومات الوفد، تشير إلى اعتزاز الوفد بتكتلات فئوية تفيد المجتمع بشكل صحيح لأنها قامت على أساس علمى سليم. ** وهل من حينها تعتبر محمة النقض هى أعلى السلطات القضائية فى مصر؟* نعم.. لأن فائدة محكمة النقض تكمن فى درجة التقاضى أمام محكمة النقض وهو طريق طعن غير عادى كما سماها القانون، ولكنه أجاز الطعن فى جميع الأحكام القضائية حتى وصولاً إلى المنازعة برأى محكمة النقض وعى أعلى أو قمة الهرم القضائى فى مصر. ** هل كان البوليس السياسى يتغول على أحكام القضاء؟ * نعم حدث فى بعض النواحى وبعض الحالات، لأن مهمة البوليس السياسى كانت هى حماية القصر الإنجليزى، وبالتالى أخطأ أخطاء فادحة وكارثية عندما كان يعتقل رموز الوطنية المصرية إلى أن ألغت حكومة الوفد قلم البوليس السياسى عام 1950 تماماً ونهائياً. وهل كان الملك له سلطة أو نفوذ على أحكام القضاء؟ نعم.. بل أن السلطة فى مصر كانت تعتز بأن أحكام القضاء كانت تصدر حينها معنونة بأسم السلطان أو الملك ولكن حكومة حزب الوفد منعت هذا الإجراء وبدلاً من أن كانت الأحكام تصدر باسم سلطة جلالة الملك فاروق ملك مصر والسودان، أصبحت الأحكام تصدر باسم الشعب ولصالح الشعب وبسلطات الشعب. إذا الملك لم يكن له سلطان على أحكام القضاء؟ الملك كان له سلطات يتغول بها بين الحين والآخر وكان يستعمل سلطاته الإستثنائية سواء كانت فى مكانها الطبيعى أم لم تكن فى محلها، وكان أحياناً يصدر منه تصرف يُعيب أو يرجع إلى عيب فى السلطة وهذا كان يُعيب السلطة. ثورة 19 للاستقلال فما الذى جعلها ثورة شاملة تصب فى شتى النواحي؟ ثورة 19 قامت فى وقت كشفت فيه عيوب المجتمع بعد أن إزدادت الأمراض المجتمعية والسياسية حتى تألمت جميع فئات الشعب المصرى بالكامل، بعد أن تحول إلى مجتمع يعانى أسوا أنواع المعاناة من حكم العبودية والكرباج والخضوع للمحتل، لدرجة وصل فيها التآمر بين الملك وبين المحتل مداه حيث كانت الحكومة تعين مساءً ويتم إقالتها بعد أيام، وهكذا أثبت التاريخ ودلت التجارب الفاضحة، وبذلك كان هناك نهضة شاملة عندما نجحت ثورة 19 فى سد الكثير من الثقوب ومواجهة الكثير من العيوب ومحتها، ويكفى انها نجحت فى اقتناص سيادة الشعب المصرى من براثن الدولة الإنجليزية الأكبر والأعظم فى تلك المرحلة، عندما وقعت معاهدة 1936 والتى نصت على حصر القوات البريطانية فى منطقة القناة إلى حين فترة مؤقتة وهى الفترة التى كانت بين 1950 و1952.. وصادف فيها العدوان على الإحتلال الإنجليزى وتم تسليح الفدائيين والطلبة والعمال وإتحد الشعب المصرى على طرد المستعمر الذى لم يكن أمامه إلا الرحيل أو الموت. كيف نجح الوفد فى إخراج الأمة المصرية فى كيان واحد على قاعدة المواطنة؟ عندما نجحت ثورة 19 كان أول أهدافها وثمار النجاح جعل المجتمع المصرى مجتمع واحد وألغت الفوارق بين الطبقات ليسود رأى العمال والفلاحين والشعب كله على طرد المستعمر وتحقيق الإستقلال الوطنى والإستقلال القضائى الكامل وكافة الهيئات والوزارات أى أنها نجحت فى تصوير الشعب المصرى على حقيقته كاملة بغير وجود محتل أو من يتأمر على السلطة، ومن هنا تمسكت حكومات الوفد بتطبيق القانون واحترام الدستور الذى لم يكن يٌفرق بين مصرى وأخر، بسبب الطائفية والفئوية، وبهذا أصبحت مصر دولة المواطنة والوحدة الوطنية. وإلى أى مدى تحقق شعار الوفد الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة؟ هذا الشعار هو شعار خالد وباق لأنه خرج من باطن الثورة ومن النداءات حول كل سلطة، وساد التعاون بين السلطات ولا يزال هذا الشعار موجودا ونجده مرفوعاً على جريدة الوفد وتنشره يومياً تخليداً لزعماء ثورة 19. ولماذا يهاجم البعض ثورة 19 وحزب الوفد؟ قبل 23 يوليو لم يوجد من يهاجم ثورة 19، وانما كان رجال الملك والمقريون منه وجماعة الإخوان هم الذين يهاجمون حزب الوفد وقياداته، ولكن بعد حركة 23 يوليو كان عبدالناصر والمنتفعون من حوله ورجال الجاه والنفوذ والسلطة الجدد، منهم من كان يهاجم زعماء الوفد وثورة 19 ويدعون بمنتهى البجاحة أنها لم تحقق شيئاً، ناكرين جميع إنجازات حكومات الوفد من الوقوف ضد الاستعمار ومجانية التعليم والكفاح المسلح ضد الإنجليز، والحفاظ على الدستور والتمسك بمدنية الدولة والحياد الإيجابى ونشأة جامعة الدول العربية...و...و...و الكثير من الإنجازات حتى ينسبونها إلى الحاكم الجديد، ورغم ذلك ثورة 19 باقية وحزب الوفد مستمراً فى قلوب المصريين.