[ن.تايمز: حكم الدستورية يهدف لضرب مرسى] كتب - حمدى مبارز: منذ 1 ساعة 30 دقيقة وصفت صحيفة" نيويورك تايمز" الامريكية توقيت الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان وعدم دستورية قانون العزل السياسى بأنه محاولة واضحة لنسف فرص المرشح الإسلامي "محمد مرسي"، والتي تأتي قبل يومين من بدء جولة الإعادة أمام منافسه الوحيد "أحمد شفيق"، أحد أعمدة النظام المصري السابق بقيادة الرئيس حسني مبارك والذي أطاحت به الثورة العام الماضي. ونقلت الصحيفة عن "نيثان براون" -الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن"- قوله إن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها المحكمة الدستورية في مصر بحل البرلمان لاستحواذ الأحزاب على مقاعد المستقلين، كما أوضح الحكم، ولقد قامت أو حاولت القيام بنفس الشيء عامي 1987 و1990. ومن جهة أخرى، أوضح "براون" أن ما يثير الشكوك هذه المرة هو سرعة صدور الحكم، ففي المرات السابقة كان هذا الأمر يستغرق سنين وجهودا تحقيقية كثيفة. واشارت الصحيفة الى أن قادة الثورة المصرية من الليبراليين واليساريين والإسلاميين يستشعرون الآن، بعد أن أسقطوا فرعون هذا الزمان، أنهم فشلوا في اجتثاث جذور السلطة التي رعاها "مبارك" طوال ثلاثين سنة. ويقولون إنهم كانوا ساذجين لوقوعهم في حبائل العسكر الذين استولوا على السلطة باسمهم. وقالت الصحيفة إنه حتى قبل حل المحكمة الدستورية العليا للبرلمان أمس وإعادة فرض المجلس العسكري الأحكام العرفية، أُزيح فريق من الشباب المهنيين الذين قادوا انتفاضة السنة الماضية إلى الخطوط الجانبية وأصبحوا على هامش سباق الرئاسة بين اثنين من المحافظين: أحمد شفيق رئيس وزراء مبارك الأخير، ومحمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين، أبرز معارضي نظام "مبارك". وقال البعض إن هؤلاء الشباب أصبحوا أكثر زهوا بشهرتهم وشتتت وسائل الإعلام انتباههم وكانوا مستعدين للخضوع لكبارهم في المعارضة السياسية من حقبة مبارك. وفشلوا في بناء حركة يمكن أن تتصدى لجماعة الإخوان المسلمين أو النخبة القديمة. وقال البعض أيضا إنهم كادوا يرحبون بصعود تلميذ "مبارك" السابق "شفيق" لأن عودته يمكن أن تساعدهم في حشد الشعب مجددا وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من القادة الشباب يقولون إنهم كانوا في تلك الأيام الأولى يخشون كثيرا الظهور كطلاب سلطة لأنفسهم. وقال بعضهم إنهم كانوا منتشين فقط بانتصارهم على مبارك، لكنهم جميعا يقولون الآن إن العسكر تلاعبوا بهم بنجاح. وقالت الصحيفة إن آخرين لاموا جماعة الإخوان المسلمين. فقبل خلع مبارك أعلنت الجماعة تأييدها الكامل لجبهة موحدة دفعت من أجل ترشيح محمد البرادعي للرئاسة. وأثناء الثورة في التحرير أصبحت الجماعة أحد دعائم المحتجين حيث أخذ قادتها عصا القيادة من الشباب. وأضافت الصحيفة أنه منذ خلع مبارك لم يظهر قادة الإخوان كثير اهتمام بالإنصات إلى القيادات الشابة أو التشاور مع البرادعي. وبدلا من ذلك بدأت الجماعة فورا تعد للانتخابات. وبالاتفاق مع العسكر أيدت استفتاء يمهد لانتخابات برلمانية قبل صياغة دستور جديد. وهذا ما جعل بعض شباب الثورة يقولون إن الجماعة خانتهم عند أول منعطف واستمرت في خيانتهم. والجدول الزمني الذي نجم عن ذلك قتل أي أمل للوحدة ضد العسكر بين هؤلاء الشباب الذين جمعتهم الثورة. وختمت الصحيفة بأن كثيرا من النشطاء الشباب الذين ساعدوا في إشعال الشرارة الأولى للثورة بدؤوا يعودون إلى البرادعي. وبعد انسحابه من سباق الرئاسة، قائلا إنه محكوم عليه بالفشل تحت حكم العسكر، يحاول الآن تنظيم حركة سياسية لليبراليين المعارضين للإسلاميين والسلطة المستبدة المدعومة من العسكر.