أكد خبراء سياسيون مصريون أن القمة العربية الأوروبية، هي خطوة مهمة كقاعدة لبناء علاقات أقوى في المستقبل. وأشار الخبراء إلى أنه من غير المتوقع أن تخرج القمة الأولى بقرارات أو آليات محددة حول العلاقات العربية الأوروبية. واختتمت القمة العربية- الأوروبية التي عقدت في مدينة شرم الشيخ أعمالها يوم الاثنين بعد يومين من الاجتماعات بين القادة العرب والأوروبيين. وشارك في القمة أكثر من 50 دولة أوروبية وعربية شارك في رئاستها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك. وخلال القمة التي استمرت يومين، ناقش قادة الجانبين سبل تعزيز العلاقات ومعالجة مجموعة واسعة من القضايا والتحديات المشتركة، مثل التعددية والتجارة والاستثمار والهجرة والأمن والوضع الإقليمي. كما أتاحت القمة الفرصة للقادة لمناقشة آخر التطورات في المنطقة، مثل عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في اليمن وليبيا وسوريا. وقال طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن القمة كانت حجر الأساس للتعاون العربي الأوروبي المشترك الذي لا يزال في مراحله المبكرة. وأضاف فهمي أن التمثيل الأوروبي العالي يؤكد الاهتمام الأوروبي بإقامة علاقات قوية مع الدول العربية، بالإضافة إلى تفاؤل عربي أوروبي بارز فيما يتعلق بنتائج القمة. وأشار الخبير إلى أنه من الواضح أن هناك قضايا ذات اهتمام مشترك لكلا الجانبين، قائلاً إن بعض القضايا "كانت ذات أهمية كبيرة للدول الأوروبية مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية". وذكر فهمي أن الفراغ الناجم عن انسحاب الولاياتالمتحدة من سوريا هو مصدر قلق لكلا الجانبين،وقال "يمكن للدول الأوروبية والعربية ملء هذا الفراغ من خلال قوة عربية أوروبية"، مضيفا أن الأزمة الليبية هي أيضا مصدر قلق كبير في أوروبا خاصة بالنسبة لإيطاليا وفرنسا. في البيان الختامي للقمة ، تعهد القادة العرب والأوروبيون بتعميق الشراكة الاستراتيجية ومواجهة التحديات المشتركة وتبادل الخبرات. وفقا للإعلان، أعرب الزعماء عن عزمهم على المضي قدما في تعميق الشراكة الاستراتيجية على مستوى القمة وغيرها من آليات التعاون القائمة. كما جدد القادة التزامهم بتعددية الأطراف الفعالة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي من أجل التصدي للتحديات العالمية، بما في ذلك زيادة التعاون بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال جمال سلامة عميد كلية العلوم السياسية والاقتصادية في جامعة السويس إنه من المبكر الحكم على نتائج القمة العربية الأوروبية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية المتعددة الأطراف تستغرق وقتا طويلا لتوحيد الرؤى والمواقف. أضاف سلامة أن الأوروبيين حاولوا خلال القمة التركيز على مواضيع محددة ذات أولوية عالية، لا سيما الهجرة غير الشرعية والإرهاب وحقوق الإنسان، في حين لا يزال الأمن والاقتصاد والوحدة الوطنية الشاغل الرئيسي للبلدان العربية. وأوضح أن الدول العربية وخاصة مصر، نجحت في إدخال القضية الفلسطينية على جدول الأعمال وإعطائها أولوية عالية. أشار الخبير إلى أن القمة العربية الأوروبية قد مهدت الطريق وأرست أسس التفاهم والحوار العربي الأوروبي.