[فورين بوليسى: الثوار مسئولون عن "شفيق ومرسى"] كتب- إلهامى شوقى: منذ 1 ساعة 25 دقيقة قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الثوار مسئولون عن الخيار المر الذي تواجهه بلادهم اليوم من صعود أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للرئيس المخلوع واحد المقربين له ومرشح الاخوان محمد مرسى، والذى يتحالف مع التيار السلفى المتشدد إلى مرحلة الإعادة، مع غياب مرشح ثوري، عائدة باللوم على الثوار المصريين. وحاولت المجلة ان تحلل الوضع الحالى قائلة انه وبحلول 16 و17 من الشهر الجارى سيتعين على القوى الثورية ان تختار بين المرشحين، وكلاهما خيار مر، وكان من المفترض ان يكون هذا اليوم يوما احتفاليا الا انه تحول الى لحظة كئيبة معتمة. وأضافت قائلة: "في ناحية يقف محمد مرسى الذى دفعت به جماعة الاخوان بعد ان استبعد خيرت الشاطر خيارهم الاول الا ان الاخوان سرعان ما انخفضت شعبيتهم سريعا وتزايدات مساحة عدم الثقة بينهم وبين القوى الثورية". وعلى طرف النقيض يقف احمد شفيق وهو ممثل قوى لبقايا النظام الذى فقد الكثير من المصريين ارواحهم لاسقاطة . وحددت المجلة اخطاء الثوار فى سوء التواصل بين الناشطين والشارع بل وبين بعضها البعض واستسلامها للتمزق والتشتيت بما سهل من مهمة المجلس العسكرى لهزيمتها اضافة الى مناورات الدولة العميقة التى اثبت انها اكثر تغلغلا مما كان متوقعا. وبداية يعترف الثوار انفسهم انة كان من الخطأ ترك ميدان التحرير يوم 11 فبراير دون تحقيق الاهداف المطلوبة وهى التوافق على حكومة ثورية ووضع خارطة طريق فمنذ البداية المبكرة للثورة كان هناك خلاف كبير حول الاولويات بين المجموعات التى قادت الثورة فى الشوارع والميادين ويرى الكثيرون ان اسباب قيام الثورة تتركز فى القمع السياسى والفساد الاقتصادى وتركز الثروة فى يد قلة بالاضافة الى استخدام العنف المفرط مع المحتجين قبل واثناءالثورة . واستطردت "فورين بوليسي": "عندما سقط مبارك تصور كثيرون ان الثورة انجزت اهدافها الا ان سقوط مبارك كان هو بداية الطريق وليس نهايتة بعد ان دعت الظروف الى مواصلة الاحتجاجات ضد المجلس العسكرى عبر جولات متتالية من الصدامات، واخرها امام وزارة الدفاع فى مايو الماضى وعندها تلقى المحتجون اللوم الاكبر على اشاعة حالة من عدم الاستقرار بسبب مواصلة الاحتجاجات وتبددت احلام الثوار فى ان يحققوا رؤيتهم لمستقبل مصر بعد الثورة وعادة ماكانت القوى الثورية متأخرة بخطوات عن القوى الاخرى المتصارعة معها". بروز الإخوان والسلفيين واوضحت المجلة أن هذه الفترة شهدت بروزا أكبر للاخوان ومن خلفهم السلفيين كاطراف جديدة فى الصراع والتي ساعدت من جانب على تأجيجة وتعطيل تحقيق مطالب الثورة من جانب اخر بعدما ساهما فى تفتييت قوى الثورة بماجعل من اليسير على المجلس العسكرى ان يفتت ويهزم القوى الثورية. وأضافت المجلة الأمريكية ان الاخوان كانوا جزء أصيل من الصراع بالاضافة الى الجماعات السلفية بموافقها المتشددة التى تتعارض مع الاتجاهات الليبرالية والمعتدلة للمجتمع ليزيد هذا الوضع من تعاطف البعض مع المجلس العسكرى بل وذهبوا لابعد من ذلك مطالبين باستمرار بقائة فى السلطة . وسرعان ما اخذ الاخوان مركزا محوريا فى الصراع خصوصا بعد تحالفهم غير المعلن مع السلفيين الذين بزغوا كقوة سياسية وبشكل مفاجئ للكثيرين . واشارت المجلة إلى ان الخلافات بين الاسلاميين وغير الاسلاميين باتت عميقة وان الهوة بين الطرفين اصبحت واسعة وقد بدأت مع استفتاء مارس 2011 وانتهاء بعدم الاتفاق على تشكيل اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور ومثل هذه التناقضات فضلا عن الخلاف الايدولوجى الشاسع يقف كمحور جوهرى لتنامى حالة عدم الثقة فى الاخوان ومرشحها الرئاسى، وفقا للمجلة الأمريكية.