يُعد الفنان عمر الحريرى علامة مميزة من علامات الفن المصري، فهو لما يكتفي بالوقوف أمام كاميرات السينما والتليفزيون بل وقف على خشبة المسرح ، فهو جمع بين المشاهد والفنان والممارس للمهنة، حيث اعتاد منذ صغره التردد على السينما والمسرح بشكل مستمر، حتى كبر وانضم إلى الوسط الفني. بداية مشواره بدأ مشواره الفني من خلال خشبة المسرح القومي الذى قدم من خلاله عدد من المسرحيات الناجحة، ثم شهد أول لقاء بينه وبين كاميرات السينما في فيلم "الافوكاتو مديحه" الذى قدمه أمام الفنانة مديحة يسري والفنان يوسف وهبي عام 1950م، ثم توالت أعماله الفنية بعد ذلك حيث اشترك في أكثر من 300 عمل فني ما بين الدراما والسينما والمسرح، ومن أبرز أعماله "أغلى من عينيه، الآنسة حنفي، الناصر صلاح الدين، العتبة الخضراء، نافذة على الجنة، شاهد مشافش حاجة، الواد سيد الشغال " . قصص الحب في حياته تزوج الفنان عمر الحريرى أكثر من مرة، حيث تزوج 3 مرات، الأولى من السيدة آمال عثمان، حتى وفاتها، ليتزوج بعد ذلك من نادية سلطان لكنه انفصل عنها، وزوجته الأخيرة السيدة رشيدة رحموني، مغربية الجنسية، وكان يكبرها ب35 عامًا، إلا أنه أكد في تصريح له على أن فارق السن ليس عائقًا، وأنهما يعيشان في هدوء، وأنجب من كل واحدة بنت ليصبح أبًا لثلاث بنات، وهن نيفين وميريت وبريهان، لذلك لُقب بأبو البنات. حقيقة إخفاء ديانته عن الجماهير قام الفنان عمر الحريري بإخفاء ديانته الإسلامية، حتى أنه تمنى أن يكن اسمه فريد وليس عمر، وذلك أن اسم فريد منتشر بين المسلمين والمسيحيين ولا يستطيع أحد تمييز ديانته، وهذا ما أوضحت سببه ابنته، حيث أنه أراد إخفاء ديانته لأنه يرى أن جمهور الممثل لا يجب أن يقتصر علي أي فئة، فيجب أن يكون جمهوره من المسلمين والمسيحين علي حد سواء، ويعامله الكل علي أنه ممثل ليس أكثر من ذلك بدون النظر لإعتبارات الديانة. انقطاعه عن التمثيل انقطع عمر الحريري عن التمثيل بشكل مؤقت، حيث سافر إلى ليبيا ومكث هناك لمدة 7 سنوات مبتعدًا عن الفن والتمثيل، وعاد مرة أخرى إلى القاهرة ولكن ليجد وجه بطل جديد احتل أفيشات الأفلام وإعلانات المسرح، كان عادل إمام، الممثل الشاب وقتها الذي شارك عمر الحريري لأول مرة في سهرة تليفزيونية للمخرج محمد فاضل اسمها "صورة بالدموع" وكانت من بطولة عمر الحريري وسناء الجميل، وكان دور عادل إمام فيها صغيرا جدا. علاقته بالزعيم عادل أمام أراد عادل إمام أن يشاركه عمر الحريري في أحد أعماله، وكان خجول من فكرة أنه يقف أمامه وهو بطل العمل وليس الحريري، ولكن وافق عمر وشاركه في مسرحية "شاهد مشافش حاجة"، وأيضًا مسرحية "الواد سيد الشغال"، والتي أظهرت مدى حب عادل إمام وعمر الحريري لبعض، ففي احد المشاهد عندما خرج عادل إمام عن نص المسرحية ظل عمر الحريري يضحك بشكل هيستيري وقام باحتضانه، حيث يعتبر عمر الحريري بمثابة الأب الروحى للزعيم. رحيله رحل عمر الحريرى عن عالمنا في يوم 16 أكتوبر 2011، بعد معاناته مع مرض سرطان العظام عن عمر يناهز 86 عاما.
