أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مصر تحتاج إلى إعاده ترشيد في استهلاك المياه، لنصل إلى حسن إدارة الموارد المائية وتوفير أكبر كم ممكن من المياة المهدورة التي تؤثر على مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، مؤيدًا فكرة تعميم إستخدام "الحنفيات" الموفرة، فضلًا عن دورها الكبير في ترشيد استهلاك المياه وتوفير أكبر كم من الإهدار المائي. وأضاف نور الدين، في تصريح خاص ل "بوابة الوفد"، أن الحنفيات الموفرة معممة منذ فترة كبيرة في جميع دول العالم، والتي ساهمت في ترشيد الاستهلاك المائي لكثير من الدول، موضحًا أنها تستخدم بتقنيات حديثة من خلال حاسة اللمس بالأيدي، وتحتوي على تكنولوجيا القطع الموفرة للمياه، وهي وسيلة حديثة وسهلة الفك والتركيب، وإذا عمم استخدامها في مصر سيتم تركيبها على فوهات الصنابير المستخدمة حاليًّا دون الحاجة لتغيير تلك الصنابير. وأشار"نور الدين"، إلى التقرير الذي أصدره مرفق المياه عن هذا العام، والذي أوضح فيه نسبة الفاقد من مياه الشرب في المنازل المصرية، والتي تصل إلى نسبة 33% من إجمالي المياه، وتعد هذه الإحصائية كبيرة جدًّا، فضلًا عن التكلفة الكبيرة التي تهدر من خلال تنقية مياة الشرب، التي تستخدم فيها الكلور والشبه والمواد المطهرة. ولفت نور الدين، أن المياة الجزئية في المنازل تعد 10 مليارات، ويفقد منها 33%، ما يعادل 3,3 مليار، وفي مصر يعد نصيب الفرد من المياه حوالي 600 متر، بينما الحد الأدنى عالميًّا 1000 متر، وتوضح هذه الإحصائية على وجود شح مائي يحتاج إلى ترشيد الاستهلاك. ورأى، أن ال 3,3 مليار م.ك المهدور في المنازل من الأفضل توفيره وتوجيهه إلى قطاع الزراعة، مبينًا أن العائد منه 10 جنيه في ال م.ك ، بتوفير 33 مليار جنيه من الهدر، وإذا وجه لقطاع الصناعة العائد فيه يصل إلى 50 جنيه في ال م.ك بتوفير 160 مليار جنيه، ويقدر ب 3,3 مليار، يفقد في المنازل والذي من الممكن الاستفادة منه لري وزراعة مليون فدان مايعادل 2 مليون وحدات سكنية. وطالب نور الدين، الوزارة بضرورة إعادة تهيئة التوصيلات والمواسير والخزانات التالفة التي تحتاج إلى صيانة جديدة، وتعميم استخدام الحنفيات الذكية في المنازل، والمحليات مثل المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والفنادق ودواوين الحكومة لترشيد استهلاك الأطفال وكبار السن. وشدد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، على ضرورة وضع خطة متكاملة ومنظومة جديدة من قبل الدولة، لترشيد استهلاك مياة الشرب والزراعة، ورفع كفاءة الري وتوفير شبكة نقل المياه من السد العالي إلى الأراضي الزراعية، وأهدر الكثير من المياه بسبب الترع المكشوفة وغير المبطنة والتي تحتوي على النشع والتسرب العميق. يذكر أن النائب هشام الشعيني، رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، طالب من جميع الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين ورؤساء المؤسسات والشركات الحكومية وشركات قطاع الأعمال العام والخاص، تعميم تجربة مشروع الحنفيات الموفرة وذلك بعد نجاح تجربة الحنفيات الموفرة التي استخدمتها وزارة الأوقاف المصرية ببعض المساجد الكبرى، ومنها مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) ، من إنتاج وزارة الإنتاج الحربي بالتعاون مع وزارة الري وبإشرافها من خلال لجنة مشتركة بين الوزارات الثلاث.