تحولت الفنانة رانيا يوسف إلى القضية الأكثر إثارة منذ ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ال40 حتى الآن، واحتلت ال«تريند»، رافضة أن تتنازل عنه منذ ارتدت فستانها المثير رغم انها قدمت اعتذارها عن هذه الخطوة، مؤكدة أنها لم تستطع تقدير الأمر بشكل صحيح. ولم يتوقف الجدل الذى فجره فستان «رانيا» الذى حقق لها ما أرادت من لفت الأنظار على طريقتها المعتادة بعدما ارتدت فى حفل الافتتاح «سالوبيت اسود» ولكنه لم يلفت الانظار لأنه كان محتشمًا فقررت أن تعكس الرؤية لترى وجهة نظر الناس وتثير الجدل. وقد توقع من حضروا فعاليات الختام أن تتوقف ال«سوشيال ميديا» كالعادة أمام الفستان رغم أن رزان مغربى ارتدت نفس الفستان فى أحد المهرجانات المصرية السابقة ولم يحدث شىء، بالإضافة إلى أن نفس حفل الختام كانت به ملابس أكثر جرأة وتحررًا، حيث حضر مجموعة من موديلز الازياء يزيدون على 50 فردًا لا علاقة لهم بالفن ولكنهم جميعًا تربطهم علاقات عمل أو شخصية بمصممى الأزياء وارتدوا ملابس عارية تماماً، ولكن لان دعوتهم الشخصية فى البلكون واللوج لا تسمح لهم بالسير على السجادة الحمراء فلم يتم تصويرهم لأنهم دخلوا من بوابة المسرح الخلفية. الأمر خرج من ال«سوشيال ميديا» وتطور إلى بيانات من نقابة الممثلين ومحاضر تم تحريرها ضد رانيا يوسف وهى ترد ببيان اعتذار، وهذه البيانات حبر على ورق، لن تنفى عن «رانيا» شبهة الإساءة لفنانات مصر، ولن توضح موقف النقابة فى التعامل حتى إنهم لم يذكروا اسمها فى البيان، وهو الأمر الذى بحق يستحق أن يثير التساؤلات. نقابة الممثلين أعلنت غضبها فى بيان رسمى بضرورة ارتداء الملابس المحتشمة، فما المقصود من تلك الملابس المحتشمة، فإذا كانت نقابة الممثلين نفسها لا تملك قواعد وقوانين لأعضائها، وتصدر قرارات لا يتم تطبيقها والدليل القرار بشأن تنظيم عمل الممثلات العرب فى مصر، والذى لم يطبق، وسبق أن أعلن نقيب الموسيقيين، هانى شاكر، بيانًا مشابهًا عن منع ارتداء المطربات لملابس مكشوفة وقوبل أيضًا بهجوم ولم يحترمه أحد، الأزمة ليست فى الفستان، الأزمة عدم وجود «نظام حقيقى» تسير عليه قواعد الفن فى مصر. هذا الموقف الأخير أثار الكثير من الأسئلة الشائكة التى لا تجد لها إجابات، فإذا قررت النقابات أن تتخذ قرارات بدعوى حماية المجتمع، فعليها أن تحدد أهدافها وتكون جريئة فى قراراتها لا أن تنساق لمجرد الاثارة عبر ال«سوشيال ميديا»، وإذا قررت أن تمنح صفة الفنان لمصرى فعلى النقابات الفنية أن تضع قواعد لمن حقه أن يمتهن هذه الوظيفة، بدءًا من اختياره عضوًا بالنقابة بشروط واضحة حتى الأعمال التى يشارك فيها.