* تعد مدارس التعليم الفني من أعمدة الصناعة في مصر بل وفي العالم، حيث يتم يتخرج منها كوادر العمل، ولكن أحيانًا مع مرور الزمن يصبح الاتجاه للتعليم الجامعي، ولكن وجدت العديد من التوجيهات للتعليم الفني التى تحث على الصناعة. * * ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإحدى جلسات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، إلى ضرورة تغيير الثقافة المصرية فيما يتعلق بخريجي التعليم الفني، قائلا: "محتاجين نغير ثقافتنا كمصريين بأننا لا ننظر فقط إلا لخريج الشهادة الجامعية، في الوقت الذي ننظر فيه إلى الفني مهما كانت كفاءته وقدرته على تقديم عمل جيد بشكل غير مناسب". * وجأت آراء الخبراء التعليم الفني والتربويين وعدد من أعضاء البرلمان، حول كيفية الاستفادة من خريجين التعليم الفني، حيث قال بعضهم أن المدارس الفنية عبارة عن مصانع صغيرة، والاهتمام بها يزيد من جودة المنتج المصري، بينما أضاف البعض الآخر أن التعليم الفني هو أمل مصر في النقلة الصناعية المقبلة و أداة تشغيل المصانع الأولى. وفي هذا الصدد، أرجع النائب فتحي ندا، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، دعوة الرئيس السيسي لتغيير نظرة المجتمع بشأن خريجى التعليم الفني، إلى الأهمية التى يلقيها على المدارس الفنية، مؤكدًا أنه أمل مصر في النقلة الصناعية المقبل. وأضاف "ندا" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن أكبر الدول العالمية مثل ألمانيا تعطى اهتمامًا كبيرًا للتعليم الفني، خاصة أنه يعد القوى العاملة التى تشغل المصانع، لافتًا إلى أنه من المفترض أن يكون التعليم الفني هو أساس الصناعة المصرية، ولكن حاليًا في أسوأ حالاته. وأشار عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إلى أن الطالب يدرس يومين في الأسبوع عملي، بالإضافة إلى أن هناك تطورات كبيرة بالطلاب في الوقت الحالي، فأصبح هناك معاهد تعطي الماجستير والدكتوراه للخريجين، لكي يكونوا على دراية علمية وفنية. وعلى جانب آخر قالت فاطمة تبارك، خبيرة التعليم الفني، إن دعوة الرئيس السيسى لتغيير نظرة المجتمع لخريجى التعليم الفني، تؤكد على أهميته بالنسبة لسوق العمل المصري، مضيفه أن هناك الكثير من المبتكرين في المدارس الفنية ولا يوجد لهم تعليم جامعي. وأضافت "تبارك" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن نظرة المجتمع ستتغير تجاه التعليم الفني، عندما يكون هناك فرصة عمل بمرتب مجزي، لافتة إلى أن المدارس الفنية عبارة عن مصانع صغيرة، يمكن أن تفيد الدولة بالكثير ولكن يجب أن يكون هناك تمويل للمدارس للتدريب الطلاب وتخريج عمال مدربين. وأشارت خبيرة التعليم الفني، إلى أن مناهج المدارس يجب أن تواكب متطلبات سوق العمل لإخراج منتج ذو جوده عالية، موضحة أن هناك 200 مدرسة فنية بها 2 مليون طالب، وبقدر حجمهم الكبير على قدر الاستفادة التى يمكن أن تقدم مع الاهتمام بالتعليم الفني. وتابعت، "أنه يمكن رفع مستوى المدارس الفنية والتشجيع على دخولها عن طريق عمل بروتوكولات تعاون بين الوزارات والمدارس في صيانة كل ماتحتاجة الوزارات بمقابل رمزي للطلاب، وبالتالي تم توفر فرصة عمل وتم محاربة النزوح عن التعليم". وفي نفس السياق أشاد الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، بدعوة الرئيس السيسى لتغيير نظرة المجتمع بشأن خريجي التعليم الفني، مؤكدًا على أهمية المدارس الفنية في سوق العمل، كما كان في الخمسينات من القرن الماضي. وأضاف "عبد العزيز" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن فترة خمسينات القرن الماضي، كان التعليم الفني يحتل مكانة عالية في نفوس المجتمع، نظرًا لوجود كوادر مدربة في المصانع وذوي خبرة، مما جعل هناك فرص عمل للكثير من الخريجين، لافتًا إلى أن التغير في نظرة المجتمع لن تأتي إلا من خلال، وضع الدولة خطط وإجراءات يسير عليها التعليم الفني مع وجود إجراءات فعلية. وأشار الخبير التربوي، إلى أنه كلما كان هناك اهتمام بالتعليم الفني، زادت جودة المنتج المصري، موضحًا أن المدارس الفنية بها 49.5% من جملة الطلاب، وليس بها كوادر قادرة على تخريجهم، كما أن المدارس ليست قادرة على استيعاب كل هذه الإعداد من الطلاب. وتابع، "إن الحل لمنظومة التعليم الفني، هو تغيير المنظومة التعليمية" مشيرًا إلى أن المنظومة الجديدة التى تم الإعلان عنها بعيدة كل البعد شكلاً وموضوعًا عن التوجيهات القيادية السياسية. ومن جانبه قال النائب عبد الرحمن البرعي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن دعوة الرئيس السيسي لتغيير نظرة المجتمع بشأن خريجى التعليم الفني، يعد من التوجيهات المحمودة، مؤكدًا على أن المدارس الفنية مرتبطة بسوق العمل ارتباط وثيقًا فهي أداة تشغيل المصانع الأولى. وأضاف "البرعي" في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن هناك اهتمامًا من جانب لجنة التعليم بالبرلمان بشأن التعليم الفني، لافتًا إلى أنه تم ربط كل فصل من المدارس بمصنع لتنفيذ الأنشطة العملية المكلفين بها، لتخريج كوادر متعلمة قادرة على مواكبة سوق العمل مع الجودة في العمل. وأشار عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إلى أن هناك الكثير من المجهودات لتدريب الطلاب بالمصانع فأصبحت نسبة تدريب الطلاب من 7 إلى 10% يقومون بالتدريب داخل المصانع، لافتًا إلى أن هذا التدريب يوفر الكثير من القوى العاملة مع فرص عمل جاهزة لهم عند التخرج.