بضعة أمتار قليلة أسفل أحد كباري التحرير، تمتلئ بالمقاعد ومناضد صغيرة عليها أعلام مصر وصور بأحجام مختلفة لشهداء ثورة 25 يناير، وأغانِ وطنية.. رغم صغر حجم المكان، إلا أن من يجلس بداخل تلك القهوة الصغيرة يشتم رائحة دماء الشهداء الطاهرة التي تناثرت علي كل شبر في الميدان. وبين معجب بفكرة إنشاء مقهي تحمل اسماء وصور الشهداء وبين رافض للمتاجرة بأسماء شباب ضحي بحياته من أجل ملايين المصريين، قال حاتم محمود صاحب فكرة إنشاء المقهي »رأيت تحويل هذا المكان الي بانوراما ورغم عدم عملي في هذا المجال تخليدا لذكري الشهداء وتذكرة للمارة بدورهم في تحرير مصر من بطش النظام الفاسد«. وتابع حاتم »آثرت اختيار هذا المكان رغم عدم وجوده في مكان بارز لأنه يرتبط لدي بذكريات جميلة، ففي يوم الأربعاء المشئوم الذي هجم فيه علينا بلطجية النظام بالأحصنة والجمال، وقنابل المولتوف، كنا نتخذ من أسفل الكوبري ساترا من قنابل المولتوف التي تلقي علينا من الأعلي كما كنا ننقل المتظاهرين الجرحي والشهداء أسفله لحين بزوغ الفجر، ووصول المدد لنا. ويكمل حاتم متأثراً في هذا المكان استشهد العشرات وقبل أن ترد في ذهني فكرة تحويل المكان لقهوة أو بانوراما كنت حريصاً علي القدوم إليه كل يوم لأسترجع الذكريات به واستحضر وجوه شباب رأيتهم وهم يحملون أرواحهم علي أيديهم، ورغم أني قابلتهم لأول مرة في حياتي، إلا أن ملامحهم حفرت في ذاكرتي. ينوي حاتم وضع شاشة عرض كبيرة يعرض عليها أحداث التحرير وكل ما حدث منذ 25 يناير، إلا أنه يخشي ان يحول النظام الجديد بينه وبين تحقيق حلمه.